الرفاق مندوبو الاحتفالات بالذكرى الثمانين لتأسيس الحزب،
سكان مدينة بيونغ يانغ الأعزاء والمواطنون المغتربون،
الأصدقاء الحميمون في مختلف البلدان الذين يحتفلون بالعيد معنا،
أيها الرفاق،
إن تزيين هذا العيد التاريخي بالمؤتمر الاحتفالي الحاشد واستعراض 80 عاما مقدسة من جديد، اليوم الذي نستقبل فيه أخيرا الذكرى الثمانين لتأسيس حزبنا، يعد احتراما جليلا وصادقا يتقدم به جيلنا إلى جيل تأسيس الحزب العظيم الذي أحدث تحولا انعطافيا في مصير البلاد والشعب.
في خضم النضال لمواصلة وتصعيد المثل العليا والروح للحزب في بداية تأسيسه بكل صدق، أقيمت على هذه الأرض الدولة الاشتراكية العالية الكرامة والمقتدرة والمخلصة لأحلام الشعب ومثله العليا، وتم خلق المعجزات والتغيرات الجبارة التي تدهش العالم قرنا بعد قرن وعقدا بعد عقد، وهذا هو تاريخ كوريا الحديثة الذي سجل على مدى 80 عاما في ظل قيادة حزبنا.
أنتهز هذه الفرصة ذات المغزى العميق لأعبر أولا عن الشكر الحار للرفاق مندوبي الاحتفالات الذين اندفعوا إلى اليوم المجيد بالثمار الفخورة التي وفروها بالحماسة الوطنية الخارقة والنضال العملي الفريد، وأتقدم بخالص التهنئة والتشجيع إلى جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب وضباط وجنود جيشنا الذين يوجهون التمنيات غير المحدودة إلى مكان المؤتمر هذا من كل حدب وصوب في أرجاء البلاد.
كما أهنئ بحرارة وفد التهنئة للكوريين المقيمين في اليابان، ووفد التهنئة للجمعية العامة للكوريين المقيمين في الصين، ووفد التهنئة للجمعية الاجتماعية الدولية لأبناء كوريو وغيرها من مندوبي منظمات الجاليات الخارجية الذين يزورون الوطن، وأتوجه من خلالكم التحية الدافئة إلى جميع المواطنين المغتربين أيضا.
اشترك أيضا في المؤتمر الاحتفالي اليوم قادة الأحزاب ورؤساء الحكومات والشخصيات في مختلف البلدان، ومندوبو المنظمات الديمقراطية الدولية الذين يزورون بيونغ يانغ حاملين مشاعر التأييد لحزبنا والمشاعر الودية الدافئة إزاء الشعب الكوري.
أرحب بالأصدقاء الأعزاء وأعبر عن خالص الشكر لهم والذين يوثقون عرى الصداقة محتفلين معنا بعيد حزبنا المبارك.
أيها الرفاق والأصدقاء،
تتألق الذكرى الثمانون لتأسيس حزب العمل الكوري بالمآثر الخالدة التي حققها أمام الوطن والشعب والعصر والتاريخ في تلك السنوات الطويلة.
لم يكن يعني تأسيس حزبنا مجرد ولادة حزب واحد في بلد واحد، بل كان حدثا سياسيا أعلن ظهور الحزب الثوري من نمط جديد على حلبة التاريخ والذي سيدل على أحقية الاشتراكية ويثبت التفوق والجبروت الفريد لها.
أخلص حزب العمل الكوري لأداء مسؤوليته ودوره باعتباره قاطرة للثورة وقوى هادية لتنفيذ سياسة البلاد منذ فترة بناء الدولة الديمقراطية التي كان فيها تأسيس الحزب بالذات بداية لقيادة كل أوجه حياة الدولة والمجتمع حتى يومنا هذا، وفي ذلك السياق، اجترح المآثر التاريخية الجسيمة حقا.
أقام حزبنا على هذه الأرض البلد الحقيقي للشعب والذي يتمتع بالسمعة الكريمة والقدرة الوطنية المطلقتين، الكيان الواقعي للدولة القوية التي تجسد فيها الفكر والمثل العليا الاشتراكية على نحو شامل، من خلال قيادة العديد من مراحل عملية التغيير الاجتماعي إلى النصر تحت راية فكرة زوتشيه الخفاقة، وأسهم إسهاما كبيرا في القضية الدولية لتحقيق الاستقلالية والعدالة.
حقا، كانت 80 عاما بالغة التعقيد والمرارة ولكنها مثمرة ومجيدة.
في ذلك المسار، كانت هناك الحرب الطاحنة لسحق الغزو المسلح لقوى الإمبريالية المتحالفة والذود عن حياض الوطن وكرامته، وعملية إعادة الإعمار لبناء الدولة وخلق الحياة الجديدة من الصفر، والثورات الاجتماعية المصحوبة بالنضال الطبقي الحاد وتصفية الفئويين في صفوف الحزب.
بعد إقامة النظام الاشتراكي، اضطر إلى دفع قضية بناء الدفاع الوطني الذاتي قدما بقوة متمسكا برسالة الحماية بحزم أكبر بسبب البيئة الجيوسياسية لوقوعه في الخط الأمامي الأكثر حدة في المواجهة بين التقدمية والرجعية، وبين الاشتراكية والإمبريالية، والتقدم بالأعمال الضخمة لبناء الاشتراكية متصديا دائما بصورة مبادرة وديناميكية للعزل والخنق الاقتصادي المستمر بعناد قرنا بعد قرن.
على الأخص، كان لا بد له من الدفاع عن فكرنا ونظامنا في دوامة التقلبات السياسية العالمية الكبيرة في تسعينات القرن الماضي، وفتح مرحلة الوثوب الجديدة لبناء الاشتراكية في القرن الجديد في آن مع توازي بناء الاقتصاد وبناء القوات المسلحة النووية لمواجهة تهديدات الحرب النووية المتزايدة من جانب الإمبريالية الأمريكية.
لا يمكن أن نجد في أي مكان في العالم مثيلا لبلادنا على مدى التاريخ وفي الواقع والتي وجب عليها تحقيق المهام الصعبة والجسيمة للحماية والبناء في آن معا، بينما كانت تزداد هكذا الضغوط والتدخل والتهديدات العدوانية الدائمة والعنيدة من القوى الخارجية.
في ذلك الوضع حيث يمكن القول في الحقيقة إن مجرد الحفاظ على السلطة وحماية النظام هو معجزة، سجل حزبنا تاريخ التغيرات الخارقة وهو يشق الطريق الذي لم يسلكه أحد، حاملا على عاتقه تلك المهام العصرية كافة عن طيب خاطر.
سار حزبنا بلا كلل على مدار الاشتراكية الثابت متغلبا على التحديات المتراكمة بوضع النهوج والخطط الاستراتيجية العلمية في كل فترة ومرحلة من الثورة والبناء، وفي هذا المسار، أنجز القضية التاريخية لبناء الدولة القوية ذات السيادة بصورة رائعة.
تعد الأحداث البالغة الأهمية التي سجلت في التاريخ والتحولات الخارقة التي تسابق الزمن تعبيرا عن علمية وحيوية الفكر الثوري والخطط لحزبنا، وهي تبيّن بجلاء أنها أسفرت عن التطور الجبار والعاصف ليس في السياسة والشؤون العسكرية والاقتصاد والثقافة فحسب، بل في العلاقات الخارجية أيضا.
بفضل تلك المآثر الخالدة، أصبح حزب العمل الكوري يحمل المسمى الغالي بوصفه الحزب الثوري المحنك والمجرب، الحزب الفولاذي المظفر دائما، الحزب الحقيقي للشعب الذي يخدمه.
لا يمكن تصور جميع هذه المآثر والمسميات، بعيدا عن النجاحات القيمة المحققة في بناء حزبنا.
كان اتخاذ حزبنا التوحيد الفكري والتلاحم التنظيمي لصفوف الحزب والثورة كمسألة جوهرية للتقدم المظفر لقضية الثورة وتوجيه الجهود الأولوية لتحقيقهما، عاملا هاما لزيادة قدرة الحزب على الحكم وضمان الصفة الواعية الهادفة والثبات لنشاطاته القيادية.
إن ضمان وحدانية الفكر والقيادة بحزم في صفوف حزبنا بعد تأسيسه طرح نفسه كمسألة جسيمة وملحة للحفاظ على طبيعته الثورية الأصلية وقيادة الثورة الاجتماعية الجبارة ومجمل بناء الدولة إلى النصر.
بذل حزبنا الجهود الأولية لتبني الذات الوطنية في الفكر وتسليح جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب بالفكر الهادي والخطط الثورية للحزب في زمن الحرب وبعدها أيضا، ناهيك عن الفترة الأولى لبناء الدولة، وفي الوقت نفسه، خاض نضالا مشددا لعدم السماح بأتفه الانحرافات الفئوية في صفوف الحزب بالتزامن مع إعطاء الأسبقية لتعزيز المنظمات الحزبية القاعدية وتحويل صفوف الحزب إلى صفوف نخبوية وتفعيل زيادة القدرة الكفاحية والنشاط للمنظمات الحزبية بمختلف مستوياتها.
كلما طرحت المهام الجسيمة ونشأت المصاعب في الثورة والبناء، حافظ حزبنا على نقائه الفكري وتكامله التنظيمي دون تردد أمام أي عواصف سياسية عاتية، مركزا الجهود الأكبر على توطيده التنظيمي والفكري، كما قاد عملية التحول الثوري والنهوض في بناء الاشتراكية بالقوة الكفاحية الفولاذية والقدرة القيادية المحنكة.
يتحقق دور الحزب الجدير بالقاطرة لقيادة الثورة من خلال نشاطاته القيادية الواقعية والمفصلة.
قام حزبنا بتنشيط استقصاء وتطبيق الأسلوب وخصال العمل تحديدا لإطلاق الحماسة الثورية والقدرة الخلاقة للشعب إلى أقصى درجة في سياق نشاطاته لمعالجة المسائل الناشئة في الثورة والبناء واختراق المخاطر العارضة.
إن الكثير من طرق القيادة الثورية وأساليب العمل الشعبية التي أوجدها حزبنا قد أدت إلى جمع شمل الجماهير تحت راية واحدة، وتفجير حماستها الثورية والوطنية بشدة، وحثتها على إحداث التجديدات المتواصلة والمعجزات المدهشة بعد التغلب على شتى أنواع العقبات بإبداء الجماعية المتمثلة في المساعدة والقيادة المتبادلة والبطولة الجماهيرية.
كما جعل روح الخدمة المطلقة للشعب سائدة في صفوف الحزب كلها وهو ينتبه ويحترس دائما من احتمال نشوء بعض المشكلات المتمثلة في تبرعم نزعة تلميع السمعة بين الكوادر وفصل الحزب عن الجماهير طردا مع امتداد تاريخ حكمه وتعاقب الأجيال، وهذا ما أصبح عاملا هاما أتاح للحزب أن يحصل على ثقة الشعب الثابتة ودفع الشعب إلى أن يسند بنفسه مصيره كليا إلى الدولة الاشتراكية.
إن نضال حزبنا الذي رفع راية الاستقلالية والاشتراكية عاليا في ظل أقسى الظروف بشتى أنواعها أدلى بإسهام تاريخي جبار في إنجاز القضية المشتركة للبشرية من أجل العدالة والسلام.
وقدوة حزبنا الذي تمسك بالإيمان الراسخ بصحة قضية الاشتراكية وحتمية انتصارها وأثبت الأحقية العلمية لمثلها العليا بشكل كامل نظريا وعمليا أسهمت إسهاما إيجابيا في توفير خط الحجز القوي أمام مؤامرات قوى الإمبريالية المتحالفة ضد الاشتراكية، وضمان التعاون والتحالف بين القوى التقدمية في العالم.
إن المبدأ الثابت وردود الفعل الجريئة والباسلة لحزبنا وحكومتنا اللتين تواجهان اليوم أيضا مكائد الدول المعادية لفرض الضغوط السياسية والعسكرية الغاشمة بالتشدد الأعلى، يحفزان بقوة نمو المعسكر التقدمي المناهض للحرب والهيمنة، كما تتعاظم السمعة الدولية لجمهوريتنا يوما بعد يوم باعتبارها فردا مخلصا من أفراد القوى الاشتراكية وحصنا منيعا للاستقلالية والعدالة.
أيها الرفاق والأصدقاء،
إن لقضية الحزب المنتصر سرا يغدو أساسا لها، وهو باختصار أن الحزب شاطر الشعب العظيم كل شيء.
يكمن سر كافة الانتصارات والأمجاد لحزبنا في التاريخ لأجل الشعب، التاريخ المتميز بالاعتماد على قوة الشعب.
لا يمكن التعبير عن تاريخ حزبنا العائد إلى 80 عاما بصواب أكبر إلا بتاريخ الشعب، وأما سر تاريخ حزبنا القيادي المتواصل ومآثره الخالدة فلا يمكن شرحه بعدالة أكبر إلا بمقولة عظيمة خالدة "مع الشعب".
كان رفع راية الحزب الحمراء عاليا في الفترة الأولى لتأسيس الحزب تعبيرا عن المثل العليا والإرادة لبناء عالم الشعب الحقيقي، انطلاقة عظيمة لتاريخ حزبنا الذي يشارك الشعب إياه، وتظاهرة تبين تلك القوة الجبارة.
وزن راية حزبنا التي نقشت عليها ملامح الشعب ليس خفيفا على الإطلاق، لأنها لا تحمل المسؤولية عن مصير الشعب فحسب، بل الذكاء والقدرة الخلاقة غير المحدودتين للشعب الذي يشير إلى طريق الحقيقة ويضفي الجرأة القاهرة ويدفع التقدم نحو المستقبل في أي وقت من الأوقات.
لم يرتكب حزبنا الخطأ أو العيب ولو مرة واحدة في وضع خططه طوال 80 عاما لأنه جسد إرادة ومتطلبات الشعب، كما أنه اندفع بلا كلل على طريق الصعود دون انتكاس أو ركود ولو لحظة واحدة لأنه اتخذ ذكاء وقدرة الشعب قوة محركة له.
طالما أن حزبنا قاد تقدم التاريخ حسب إرادة الشعب وبالاعتماد على قوته، فأصبح باستطاعة جميع أنواع النضال الثوري وعمل البناء التي قام بها بحزم أن تتحول إلى ما يخص الشعب وتنجز بنجاح.
أبطال جميع الأحداث البالغة الدلالة التي من شأنها أن تضمن الانتصار والتوفيق الأبديين لقضيتنا هم الشعب الكوري العظيم، جميع أبناء الشعب في هذا البلد بمن فيهم أفراد طبقتنا العاملة البطلة وعاملونا المزارعون ومثقفونا.
يقف شعبنا اليوم أمام العالم بملامحه الجبارة وهو الذي لا يعرف مصاعب يصعب تذليلها ولا قضية يتعذر إنجازها.
إن تاريخ الحكم الممتد إلى 80 عاما لحزبنا الذي فتح الطريق غير المطروق بجمع أمنية وإرادة وقوة الشعب، وحقق أمنيته لبناء الدولة القوية بين الشعب ومعه، يسجل الحقيقة الواحدة بجلاء مجددا في العصر والتاريخ.
لا يستطيع الحزب الذي يكون بين الشعب، لا فوقه، ويشاطر الشعب التطلعات والطموحات، والذكاء والقوة، والسراء والضراء أن يتعرض للتفكك مطلقا، ولا يفقد الحيوية والنشاط إلى الأبد، وهذا قانون.
إنه لحقيقة حديدية خالدة سواء اليوم أو غدا كما بالأمس أن لا يوجد حزبنا بعيدا عن الشعب، ويكون عظيما بفضل عظمة الشعب.
أود أن أتقدم بالشكر مرة أخرى إلى أبناء شعبنا العظيم الذين أضفوا دائما قوة وحصافة لحزبنا مجتازين الطريق غير المطروق لإنجاز قضية الاشتراكية الشاقة ولكن المقدسة طوال 80 عاما، وبذلوا قلوبهم النقية وجهودهم المجدة واثقين بالنصر مع الحزب.
أيها الرفاق،
حين أرنو إلى نظرات الشعب في هذه الفرصة العميقة المغزى اليوم، أشعر مجددا بكل جوارحي بثقته غير المحدودة بحزبنا وآماله العالية علو السماء.
بفضل وجود تلك القلوب التي تؤيد وتدعم الأعمال التي قررها الحزب دون قيد أو شرط، متحملة شتى أنواع الصعوبات، يملك حزبنا ثقة راسخة بالنفس في جميع الأعمال ويقتنع تماما بالانتصار.
عندما نناضل جيدا لعدة سنوات بالمعنويات الحالية، يمكننا أن نغير حياتنا بصورة ملحوظة بأيدينا قدر ما نشاء، ونقترب بشكل أدنى من الهدف الذي نتطلع إليه.
أغتنم هذه الفرصة لأؤكد على أنني لن أنسى التزام الرد على الشعب، حاملا على الدوام المحبة له في أعماق قلبي، وسأعمل جاهدا بمزيد من الهمة للإخلاص لثقة الشعب بي.
سأعتني حتما بهذا البلد على نحو أكثر ثراء وجمالا وأحوله إلى أفضل جنة اشتراكية في العالم، واثقا بالشعب الذي يؤيد حزبنا، ومشكلا قلبا واحدا وجسما واحدا معه دائما.
أيها الرفاق،
يلهمنا تاريخ حزبنا المجيد العائد إلى 80 عاما ويدفعنا إلى النضال الجبار والمثمر إلى أبعد الحدود.
لنتقدم إلى الأمام بشجاعة مضاعفة وثقة عالية في سبيل استعراض حصيلة التاريخ العظيم الذي سيغدو تاريخا أكثر مجدا وافتخارا، إثر 80 عاما عظيمة استهلها الحزب وأبناء الشعب مشكلين إرادة واحدة وجسدا واحدا وأضفوا مزيدا من البهاء عليها بالانتصارات، ومن أجل الإنجاز النهائي لقضية الاشتراكية والذي ستتحقق به أحلام شعبنا ومثله العليا.
اختتاما لهذه الفرصة، أعبر عن أطيب التمنيات بالسلامة والرفاهية لأبناء شعبنا الأحباء.
أتمنى من صميم قلبي أن تفعم جميع الأسر في أرجاء البلاد بالألفة الدافئة والسعادة.
عاش حزب العمل الكوري العظيم والشعب الكوري العظيم!
سكان مدينة بيونغ يانغ الأعزاء والمواطنون المغتربون،
الأصدقاء الحميمون في مختلف البلدان الذين يحتفلون بالعيد معنا،
أيها الرفاق،
إن تزيين هذا العيد التاريخي بالمؤتمر الاحتفالي الحاشد واستعراض 80 عاما مقدسة من جديد، اليوم الذي نستقبل فيه أخيرا الذكرى الثمانين لتأسيس حزبنا، يعد احتراما جليلا وصادقا يتقدم به جيلنا إلى جيل تأسيس الحزب العظيم الذي أحدث تحولا انعطافيا في مصير البلاد والشعب.
في خضم النضال لمواصلة وتصعيد المثل العليا والروح للحزب في بداية تأسيسه بكل صدق، أقيمت على هذه الأرض الدولة الاشتراكية العالية الكرامة والمقتدرة والمخلصة لأحلام الشعب ومثله العليا، وتم خلق المعجزات والتغيرات الجبارة التي تدهش العالم قرنا بعد قرن وعقدا بعد عقد، وهذا هو تاريخ كوريا الحديثة الذي سجل على مدى 80 عاما في ظل قيادة حزبنا.
أنتهز هذه الفرصة ذات المغزى العميق لأعبر أولا عن الشكر الحار للرفاق مندوبي الاحتفالات الذين اندفعوا إلى اليوم المجيد بالثمار الفخورة التي وفروها بالحماسة الوطنية الخارقة والنضال العملي الفريد، وأتقدم بخالص التهنئة والتشجيع إلى جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب وضباط وجنود جيشنا الذين يوجهون التمنيات غير المحدودة إلى مكان المؤتمر هذا من كل حدب وصوب في أرجاء البلاد.
كما أهنئ بحرارة وفد التهنئة للكوريين المقيمين في اليابان، ووفد التهنئة للجمعية العامة للكوريين المقيمين في الصين، ووفد التهنئة للجمعية الاجتماعية الدولية لأبناء كوريو وغيرها من مندوبي منظمات الجاليات الخارجية الذين يزورون الوطن، وأتوجه من خلالكم التحية الدافئة إلى جميع المواطنين المغتربين أيضا.
اشترك أيضا في المؤتمر الاحتفالي اليوم قادة الأحزاب ورؤساء الحكومات والشخصيات في مختلف البلدان، ومندوبو المنظمات الديمقراطية الدولية الذين يزورون بيونغ يانغ حاملين مشاعر التأييد لحزبنا والمشاعر الودية الدافئة إزاء الشعب الكوري.
أرحب بالأصدقاء الأعزاء وأعبر عن خالص الشكر لهم والذين يوثقون عرى الصداقة محتفلين معنا بعيد حزبنا المبارك.
أيها الرفاق والأصدقاء،
تتألق الذكرى الثمانون لتأسيس حزب العمل الكوري بالمآثر الخالدة التي حققها أمام الوطن والشعب والعصر والتاريخ في تلك السنوات الطويلة.
لم يكن يعني تأسيس حزبنا مجرد ولادة حزب واحد في بلد واحد، بل كان حدثا سياسيا أعلن ظهور الحزب الثوري من نمط جديد على حلبة التاريخ والذي سيدل على أحقية الاشتراكية ويثبت التفوق والجبروت الفريد لها.
أخلص حزب العمل الكوري لأداء مسؤوليته ودوره باعتباره قاطرة للثورة وقوى هادية لتنفيذ سياسة البلاد منذ فترة بناء الدولة الديمقراطية التي كان فيها تأسيس الحزب بالذات بداية لقيادة كل أوجه حياة الدولة والمجتمع حتى يومنا هذا، وفي ذلك السياق، اجترح المآثر التاريخية الجسيمة حقا.
أقام حزبنا على هذه الأرض البلد الحقيقي للشعب والذي يتمتع بالسمعة الكريمة والقدرة الوطنية المطلقتين، الكيان الواقعي للدولة القوية التي تجسد فيها الفكر والمثل العليا الاشتراكية على نحو شامل، من خلال قيادة العديد من مراحل عملية التغيير الاجتماعي إلى النصر تحت راية فكرة زوتشيه الخفاقة، وأسهم إسهاما كبيرا في القضية الدولية لتحقيق الاستقلالية والعدالة.
حقا، كانت 80 عاما بالغة التعقيد والمرارة ولكنها مثمرة ومجيدة.
في ذلك المسار، كانت هناك الحرب الطاحنة لسحق الغزو المسلح لقوى الإمبريالية المتحالفة والذود عن حياض الوطن وكرامته، وعملية إعادة الإعمار لبناء الدولة وخلق الحياة الجديدة من الصفر، والثورات الاجتماعية المصحوبة بالنضال الطبقي الحاد وتصفية الفئويين في صفوف الحزب.
بعد إقامة النظام الاشتراكي، اضطر إلى دفع قضية بناء الدفاع الوطني الذاتي قدما بقوة متمسكا برسالة الحماية بحزم أكبر بسبب البيئة الجيوسياسية لوقوعه في الخط الأمامي الأكثر حدة في المواجهة بين التقدمية والرجعية، وبين الاشتراكية والإمبريالية، والتقدم بالأعمال الضخمة لبناء الاشتراكية متصديا دائما بصورة مبادرة وديناميكية للعزل والخنق الاقتصادي المستمر بعناد قرنا بعد قرن.
على الأخص، كان لا بد له من الدفاع عن فكرنا ونظامنا في دوامة التقلبات السياسية العالمية الكبيرة في تسعينات القرن الماضي، وفتح مرحلة الوثوب الجديدة لبناء الاشتراكية في القرن الجديد في آن مع توازي بناء الاقتصاد وبناء القوات المسلحة النووية لمواجهة تهديدات الحرب النووية المتزايدة من جانب الإمبريالية الأمريكية.
لا يمكن أن نجد في أي مكان في العالم مثيلا لبلادنا على مدى التاريخ وفي الواقع والتي وجب عليها تحقيق المهام الصعبة والجسيمة للحماية والبناء في آن معا، بينما كانت تزداد هكذا الضغوط والتدخل والتهديدات العدوانية الدائمة والعنيدة من القوى الخارجية.
في ذلك الوضع حيث يمكن القول في الحقيقة إن مجرد الحفاظ على السلطة وحماية النظام هو معجزة، سجل حزبنا تاريخ التغيرات الخارقة وهو يشق الطريق الذي لم يسلكه أحد، حاملا على عاتقه تلك المهام العصرية كافة عن طيب خاطر.
سار حزبنا بلا كلل على مدار الاشتراكية الثابت متغلبا على التحديات المتراكمة بوضع النهوج والخطط الاستراتيجية العلمية في كل فترة ومرحلة من الثورة والبناء، وفي هذا المسار، أنجز القضية التاريخية لبناء الدولة القوية ذات السيادة بصورة رائعة.
تعد الأحداث البالغة الأهمية التي سجلت في التاريخ والتحولات الخارقة التي تسابق الزمن تعبيرا عن علمية وحيوية الفكر الثوري والخطط لحزبنا، وهي تبيّن بجلاء أنها أسفرت عن التطور الجبار والعاصف ليس في السياسة والشؤون العسكرية والاقتصاد والثقافة فحسب، بل في العلاقات الخارجية أيضا.
بفضل تلك المآثر الخالدة، أصبح حزب العمل الكوري يحمل المسمى الغالي بوصفه الحزب الثوري المحنك والمجرب، الحزب الفولاذي المظفر دائما، الحزب الحقيقي للشعب الذي يخدمه.
لا يمكن تصور جميع هذه المآثر والمسميات، بعيدا عن النجاحات القيمة المحققة في بناء حزبنا.
كان اتخاذ حزبنا التوحيد الفكري والتلاحم التنظيمي لصفوف الحزب والثورة كمسألة جوهرية للتقدم المظفر لقضية الثورة وتوجيه الجهود الأولوية لتحقيقهما، عاملا هاما لزيادة قدرة الحزب على الحكم وضمان الصفة الواعية الهادفة والثبات لنشاطاته القيادية.
إن ضمان وحدانية الفكر والقيادة بحزم في صفوف حزبنا بعد تأسيسه طرح نفسه كمسألة جسيمة وملحة للحفاظ على طبيعته الثورية الأصلية وقيادة الثورة الاجتماعية الجبارة ومجمل بناء الدولة إلى النصر.
بذل حزبنا الجهود الأولية لتبني الذات الوطنية في الفكر وتسليح جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب بالفكر الهادي والخطط الثورية للحزب في زمن الحرب وبعدها أيضا، ناهيك عن الفترة الأولى لبناء الدولة، وفي الوقت نفسه، خاض نضالا مشددا لعدم السماح بأتفه الانحرافات الفئوية في صفوف الحزب بالتزامن مع إعطاء الأسبقية لتعزيز المنظمات الحزبية القاعدية وتحويل صفوف الحزب إلى صفوف نخبوية وتفعيل زيادة القدرة الكفاحية والنشاط للمنظمات الحزبية بمختلف مستوياتها.
كلما طرحت المهام الجسيمة ونشأت المصاعب في الثورة والبناء، حافظ حزبنا على نقائه الفكري وتكامله التنظيمي دون تردد أمام أي عواصف سياسية عاتية، مركزا الجهود الأكبر على توطيده التنظيمي والفكري، كما قاد عملية التحول الثوري والنهوض في بناء الاشتراكية بالقوة الكفاحية الفولاذية والقدرة القيادية المحنكة.
يتحقق دور الحزب الجدير بالقاطرة لقيادة الثورة من خلال نشاطاته القيادية الواقعية والمفصلة.
قام حزبنا بتنشيط استقصاء وتطبيق الأسلوب وخصال العمل تحديدا لإطلاق الحماسة الثورية والقدرة الخلاقة للشعب إلى أقصى درجة في سياق نشاطاته لمعالجة المسائل الناشئة في الثورة والبناء واختراق المخاطر العارضة.
إن الكثير من طرق القيادة الثورية وأساليب العمل الشعبية التي أوجدها حزبنا قد أدت إلى جمع شمل الجماهير تحت راية واحدة، وتفجير حماستها الثورية والوطنية بشدة، وحثتها على إحداث التجديدات المتواصلة والمعجزات المدهشة بعد التغلب على شتى أنواع العقبات بإبداء الجماعية المتمثلة في المساعدة والقيادة المتبادلة والبطولة الجماهيرية.
كما جعل روح الخدمة المطلقة للشعب سائدة في صفوف الحزب كلها وهو ينتبه ويحترس دائما من احتمال نشوء بعض المشكلات المتمثلة في تبرعم نزعة تلميع السمعة بين الكوادر وفصل الحزب عن الجماهير طردا مع امتداد تاريخ حكمه وتعاقب الأجيال، وهذا ما أصبح عاملا هاما أتاح للحزب أن يحصل على ثقة الشعب الثابتة ودفع الشعب إلى أن يسند بنفسه مصيره كليا إلى الدولة الاشتراكية.
إن نضال حزبنا الذي رفع راية الاستقلالية والاشتراكية عاليا في ظل أقسى الظروف بشتى أنواعها أدلى بإسهام تاريخي جبار في إنجاز القضية المشتركة للبشرية من أجل العدالة والسلام.
وقدوة حزبنا الذي تمسك بالإيمان الراسخ بصحة قضية الاشتراكية وحتمية انتصارها وأثبت الأحقية العلمية لمثلها العليا بشكل كامل نظريا وعمليا أسهمت إسهاما إيجابيا في توفير خط الحجز القوي أمام مؤامرات قوى الإمبريالية المتحالفة ضد الاشتراكية، وضمان التعاون والتحالف بين القوى التقدمية في العالم.
إن المبدأ الثابت وردود الفعل الجريئة والباسلة لحزبنا وحكومتنا اللتين تواجهان اليوم أيضا مكائد الدول المعادية لفرض الضغوط السياسية والعسكرية الغاشمة بالتشدد الأعلى، يحفزان بقوة نمو المعسكر التقدمي المناهض للحرب والهيمنة، كما تتعاظم السمعة الدولية لجمهوريتنا يوما بعد يوم باعتبارها فردا مخلصا من أفراد القوى الاشتراكية وحصنا منيعا للاستقلالية والعدالة.
أيها الرفاق والأصدقاء،
إن لقضية الحزب المنتصر سرا يغدو أساسا لها، وهو باختصار أن الحزب شاطر الشعب العظيم كل شيء.
يكمن سر كافة الانتصارات والأمجاد لحزبنا في التاريخ لأجل الشعب، التاريخ المتميز بالاعتماد على قوة الشعب.
لا يمكن التعبير عن تاريخ حزبنا العائد إلى 80 عاما بصواب أكبر إلا بتاريخ الشعب، وأما سر تاريخ حزبنا القيادي المتواصل ومآثره الخالدة فلا يمكن شرحه بعدالة أكبر إلا بمقولة عظيمة خالدة "مع الشعب".
كان رفع راية الحزب الحمراء عاليا في الفترة الأولى لتأسيس الحزب تعبيرا عن المثل العليا والإرادة لبناء عالم الشعب الحقيقي، انطلاقة عظيمة لتاريخ حزبنا الذي يشارك الشعب إياه، وتظاهرة تبين تلك القوة الجبارة.
وزن راية حزبنا التي نقشت عليها ملامح الشعب ليس خفيفا على الإطلاق، لأنها لا تحمل المسؤولية عن مصير الشعب فحسب، بل الذكاء والقدرة الخلاقة غير المحدودتين للشعب الذي يشير إلى طريق الحقيقة ويضفي الجرأة القاهرة ويدفع التقدم نحو المستقبل في أي وقت من الأوقات.
لم يرتكب حزبنا الخطأ أو العيب ولو مرة واحدة في وضع خططه طوال 80 عاما لأنه جسد إرادة ومتطلبات الشعب، كما أنه اندفع بلا كلل على طريق الصعود دون انتكاس أو ركود ولو لحظة واحدة لأنه اتخذ ذكاء وقدرة الشعب قوة محركة له.
طالما أن حزبنا قاد تقدم التاريخ حسب إرادة الشعب وبالاعتماد على قوته، فأصبح باستطاعة جميع أنواع النضال الثوري وعمل البناء التي قام بها بحزم أن تتحول إلى ما يخص الشعب وتنجز بنجاح.
أبطال جميع الأحداث البالغة الدلالة التي من شأنها أن تضمن الانتصار والتوفيق الأبديين لقضيتنا هم الشعب الكوري العظيم، جميع أبناء الشعب في هذا البلد بمن فيهم أفراد طبقتنا العاملة البطلة وعاملونا المزارعون ومثقفونا.
يقف شعبنا اليوم أمام العالم بملامحه الجبارة وهو الذي لا يعرف مصاعب يصعب تذليلها ولا قضية يتعذر إنجازها.
إن تاريخ الحكم الممتد إلى 80 عاما لحزبنا الذي فتح الطريق غير المطروق بجمع أمنية وإرادة وقوة الشعب، وحقق أمنيته لبناء الدولة القوية بين الشعب ومعه، يسجل الحقيقة الواحدة بجلاء مجددا في العصر والتاريخ.
لا يستطيع الحزب الذي يكون بين الشعب، لا فوقه، ويشاطر الشعب التطلعات والطموحات، والذكاء والقوة، والسراء والضراء أن يتعرض للتفكك مطلقا، ولا يفقد الحيوية والنشاط إلى الأبد، وهذا قانون.
إنه لحقيقة حديدية خالدة سواء اليوم أو غدا كما بالأمس أن لا يوجد حزبنا بعيدا عن الشعب، ويكون عظيما بفضل عظمة الشعب.
أود أن أتقدم بالشكر مرة أخرى إلى أبناء شعبنا العظيم الذين أضفوا دائما قوة وحصافة لحزبنا مجتازين الطريق غير المطروق لإنجاز قضية الاشتراكية الشاقة ولكن المقدسة طوال 80 عاما، وبذلوا قلوبهم النقية وجهودهم المجدة واثقين بالنصر مع الحزب.
أيها الرفاق،
حين أرنو إلى نظرات الشعب في هذه الفرصة العميقة المغزى اليوم، أشعر مجددا بكل جوارحي بثقته غير المحدودة بحزبنا وآماله العالية علو السماء.
بفضل وجود تلك القلوب التي تؤيد وتدعم الأعمال التي قررها الحزب دون قيد أو شرط، متحملة شتى أنواع الصعوبات، يملك حزبنا ثقة راسخة بالنفس في جميع الأعمال ويقتنع تماما بالانتصار.
عندما نناضل جيدا لعدة سنوات بالمعنويات الحالية، يمكننا أن نغير حياتنا بصورة ملحوظة بأيدينا قدر ما نشاء، ونقترب بشكل أدنى من الهدف الذي نتطلع إليه.
أغتنم هذه الفرصة لأؤكد على أنني لن أنسى التزام الرد على الشعب، حاملا على الدوام المحبة له في أعماق قلبي، وسأعمل جاهدا بمزيد من الهمة للإخلاص لثقة الشعب بي.
سأعتني حتما بهذا البلد على نحو أكثر ثراء وجمالا وأحوله إلى أفضل جنة اشتراكية في العالم، واثقا بالشعب الذي يؤيد حزبنا، ومشكلا قلبا واحدا وجسما واحدا معه دائما.
أيها الرفاق،
يلهمنا تاريخ حزبنا المجيد العائد إلى 80 عاما ويدفعنا إلى النضال الجبار والمثمر إلى أبعد الحدود.
لنتقدم إلى الأمام بشجاعة مضاعفة وثقة عالية في سبيل استعراض حصيلة التاريخ العظيم الذي سيغدو تاريخا أكثر مجدا وافتخارا، إثر 80 عاما عظيمة استهلها الحزب وأبناء الشعب مشكلين إرادة واحدة وجسدا واحدا وأضفوا مزيدا من البهاء عليها بالانتصارات، ومن أجل الإنجاز النهائي لقضية الاشتراكية والذي ستتحقق به أحلام شعبنا ومثله العليا.
اختتاما لهذه الفرصة، أعبر عن أطيب التمنيات بالسلامة والرفاهية لأبناء شعبنا الأحباء.
أتمنى من صميم قلبي أن تفعم جميع الأسر في أرجاء البلاد بالألفة الدافئة والسعادة.
عاش حزب العمل الكوري العظيم والشعب الكوري العظيم!