في يوم 15 من تشرين الثاني/ نوفمبر، ألقى القائد المحترم الرفيق كيم جونغ وون، الأمين العام لحزب العمل الكوري، رئيس شؤون الدولة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية كلمة منهاجية بعنوان "حول الوضع الناشئ ومهام قادة الكتائب وموجهيها السياسيين للقوات المسلحة لجمهوريتنا" أمام المشاركين في المؤتمر الرابع لقادة الكتائب وموجهيها السياسيين للجيش الشعبي الكوري.
الرفاق جميع قادة الكتائب وموجهيها السياسيين للقوات المسلحة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية،
الرفاق قادة مختلف الأجهزة العسكرية والسياسية للقوات المسلحة لجمهوريتنا،
أيها الرفاق،
ينعقد المؤتمر الرابع لقادة الكتائب وموجهيها السياسيين للجيش الشعبي الكوري في الفترة التاريخية التي تتجلى فيها قوة وسمعة جيشنا الأسطوري دون تحفظ في كل مقدمة من الثورة تجيش بالنضال والتغيرات.
أولا، أتقدم بأجمل التهاني، نيابة عن اللجنة المركزية لحزب العمل الكوري ولجنته العسكرية المركزية، إلى جميع قادة الكتائب وموجهيها السياسيين للقوات المسلحة لجمهوريتنا المشاركين في المؤتمر.
كما أتوجه بخالص التحية إلى ضباط وجنود الجيش كله الذين يبذلون الإخلاص الوطني الحار والجهود دون ادخار في الخطوط الأمامية المشرفة لحماية سيادة دولتنا ومواقع البناء لتعجيل الازدهار الشامل للاشتراكية.
كان برنامج عملي مضغوطا دائما لأن عددا كبيرا من المهام النظرية والعملية لتعزيز الحزب وتحقيق ازدهار الدولة وزيادة رفاهية الشعب طرحت في السنوات الأخيرة بالإضافة إلى المهام السياسية الضخمة التي قدمها المؤتمر التاريخي لحزبنا والدورات الكاملة للجنته المركزية، كما لأنها جميعا أعمال تتطلب إيجاد حلولها الصائبة ودفعها قدما ببذل الجهود والمساعي الجدية.
إلا أنني ألتقي بكم هكذا اليوم دون أسف، أنتم الذين تجتمعون في بيونغ يانغ، وأشعر بغاية السرور إزاء ذلك.
لماذا نولي الأهمية ونعير اهتماما خاصا هكذا لملتقى قادة الكتائب وموجهيها السياسيين؟
يمكننا تفسير ذلك بأسباب شتى، بيد أن أساسها الأول هو لأنكم تحديدا جنود ثوريون مخلصون لحزبنا يتحملون العناء أكثر من غيرهم في القواعد الدنيا لقواتنا المسلحة ويرسخون حجر الأساس صامتين لتعزيز القدرة العسكرية كصلابة الحديد والصخر.
تقع المنظمة العسكرية المسماة بالكتيبة في الوحدة الدنيا في نظام التنظيم العسكري والنظام القيادي لتحقيق قيادة الحزب للجيش، إلا أن الحزب والوطن يبرزانكم دائما في أهم موقع.
سياجات الكتائب غير واسعة، غير أن الإخلاص الوطني النقي والغيور لقادتها وموجهيها السياسيين الذين يسلكون طريق التفاني المجهول بقيادة الجنود وهم يعيشون في العالم الكبير المسمى بالحزب والثورة والوطن والاشتراكية يشكل عنصرا غذائيا لدعم الشرف العالي والمآثر القتالية لقواتنا المسلحة.
لقد مضت عشرة أعوام تماما منذ انعقاد المؤتمر الثالث لقادة الكتائب وموجهيها السياسيين للجيش الشعبي الكوري.
عندما نعود إلى الوراء، نجد أن كافة المعجزات والتغيرات التي حققها حزبنا ووطننا وشعبنا خلال 10 سنوات مضت في خضم المحن والتحديات القاسية التي لا توصف إلا بأنها لم يسبق لها مثيل بكل معنى الكلمة ترتبط ارتباطا واحدا بتاريخ نضال جيشنا الذي ظل يمجد الاسم الغالي لجيش الحزب حاملا على عاتقه قطاعي الحماية والإبداع أولا وقبل غيره، وكل طيات ذلك التاريخ للمآثر البطولية موسومة بعمق بآثار التفاني المجهول التي تركتموها، أنتم قادة الكتائب وموجهوها السياسيون.
جميع قادة الكتائب وموجهيها السياسيين، أفراد القيادة الحاليون للوحدات القتالية الأساسية لقواتنا المسلحة الثورية هم أبناء الجيل الذين ترعرعوا خلال العشر سنوات العصيبة ولكن المجيدة على هذا النحو، العقد الذي تجلى فيه وجود جيشنا ووزن مآثره بوضوح.
لأنكم أديتم دورا رئيسيا، تم خلق تاريخ جديد آخر يشق فيه الجيش الثوري طريق التقدم والصعود مضطلعا بكافة مواقع العمل التي تقرر المصير المستقبلي للدولة والشعب، ناهيك عن الخط الأمامي في الحدود الوطنية حيث يواجه العدو وجها لوجه بفوهات البنادق.
النجاح الثمين في بناء الجيش خلال 10 سنوات مضت هو نمو قوى قادة الجيش الأوفياء والجديرين بالثقة الذين يقودون صفوف أفراد الجيش متحلين بالنظرة السامية إلى حياة الإنسان المتمثلة في أن الجيش موجود من أجل تنفيذ خطة وقرار الحزب، والموت على ذلك الطريق هو شرف لهم، وجاعلين أنفسهم قدوة سامية للتفاني المستميت.
أشعر بالسرور والرضا أكثر من أي شيء آخر لأنني أقتنع اقتناعا راسخا بأن تاريخ الإخلاص وتقاليد الوطنية للقوات المسلحة الثورية تتواصل بثبات، من خلال آلاف عناصر العمود الفقري الرئيسي، أي أنتم بالذات الذين يمكن اعتبار أنكم تمثلون القادة العسكريين الذين ترعرعوا في عصرنا.
لا يمكن الشرح عن الجبروت والآفاق الواعدة لجيش حزب العمل الكوري، الجيش الشعبي الكوري المظفر دائما بوضوح أكثر من هذا.
أعرب لكم مجددا عن مشاعر الشكر، أنتم الذين تضفون قوة كبيرة وإرادة لحزبنا بخوض النضال الجريء لتحويل كتائبكم إلى نخبة القوى القتالية التامة والباسلة والمتكاملة في تنفيذ أي أوامر، متغلبين على المصاعب والآلام المتراكمة انطلاقا من إحساسكم بالرسالة المقدسة كونكم قادة للجيش الثوري أدوا اليمين أمام الدولة وضميرهم الحقيقي.
أكد القائدكيم جونغ وون أن قواتنا المسلحة تقف في موقع هام لا يمكن لأي جماعة أن تنوب عنه في مرحلة الثورة الراهنة والقادمة أيضا، كما في السنوات الماضية، وأن موقف حزبنا ثابت ولا يمكنه أن يتغير في مواصلة دفع الثورة قدما وإحداث نهضة في بناء الاشتراكية في ظل ضمان للقوات المسلحة الراسخة، وتابع يقول:
أود أن أغتنم فرصة لقائي بكم اليوم لأذكركم مجددا بالرسالة والواجبات الطبيعية لجميع ضباط وجنود قواتنا المسلحة والتي لا يجوز لهم أن يلقوها أبدا أينما كانوا وأيا كان عملهم، وأتحدث باختصار عن مدى أهمية إعداد الكتائب جيدا في تنفيذها، والمهام التي تواجهكم.
الجبهات التي تتولاها قواتنا المسلحة الثورية في الوقت الراهن غير قليلة وهي جميعا جبهات هامة تقرر مصير الوطن والشعب وتقدم الثورة أو تراجعها.
إلا أن أهم جبهة من بينها هي جبهة طبقية مناهضة للإمبريالية، وأكبر المهام شأنا هي الاستعداد للقتال.
هذا جبهة ومهمة أساسية لقواتنا المسلحة لا يمكن لأحد أن ينوب عنها.
يتعين على القوات المسلحة لجمهوريتنا أن تكون على أتم استعداد لكبح كافة تصرفات الانتهاك للعدو بالأعمال العسكرية المشددة في جميع الأماكن التي تطالها سيادتنا، وتنفيذ المهام الموكولة في زمن الطوارئ بشكل كامل.
لا يجوز لنا أن ننسى ولو لحظة واحدة أنه عندما تبتعد الجماعة المسلحة عن ميدان القتال، سيهاجمها الأعداء مطلقين صيحات الفرح وسندفع ثمنا غاليا بدماء والدينا وزوجاتنا وأبنائنا الأحباء.
بقدر ما نكون على أتم التأهب القتالي، يزداد السلام رسوخا على هذه الأرض، وسنقترب بصورة أكبر من بلوغ أهدافنا التي تتطلع إلى بناء الدولة القوية والمزدهرة.
وقت اكتمال استعداد قواتنا المسلحة للحرب هو وقت تكريس سيادة وسلامة دولتنا.
أؤكد مجددا أن أكبر المهام شأنا وحيوية لقواتنا المسلحة هي الاستعداد لمواجهة الحرب أولا وأخيرا.
هذا بالذات رسالة وواجب طبيعي للقوات المسلحة الثورية.
قال القائدكيم جونغ وون إن الأزمات الخطيرة الناشئة مؤخرا في مختلف مناطق العالم ولاسيما في شبه الجزيرة الكورية تتطلب من جميع ضباط وجنود القوات المسلحة لجمهوريتنا أن يكونوا على أتم أهبة للقتال انطلاقا من الإدراك الصائب للوضع، وقام بتحليل خطورة المؤامرات الاستفزازية العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية والقوى التابعة لها التي تدفع حالة التوتر إلى أسوأ حالة في التاريخ ساعية للسياسة العسكرية المغامرة لتحقيق تفوق القوى في شبه الجزيرة الكورية، أخطر المناطق الساخنة في العالم.
التكتل العسكري الثلاثي بين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وجمهورية كوريا وهو العنصر الرئيسي الذي يعرض السلام والاستقرار في منطقة آسيا والباسيفيك ومن ضمنها شبه الجزيرة الكورية للخطر، يبرز طابعه المهدد بجلاء أكبر.
بعد أن حولت الولايات المتحدة الأمريكية الحلف بينها وبين جمهورية كوريا إلى حلف نووي متكامل وسارعت إلى إطلاق "الناتو الآسيوي" عن طريق تشديد التعاون العسكري الثلاثي بين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وجمهورية كوريا، تزج بالأعتدة والوسائل العسكرية الاستراتيجية كل يوم تقريبا في جمهورية كوريا والمنطقة المحيطة بها وتجلب إليها قوات الدول الحليفة مثل الدول أعضاء الناتو لتكثيف التدريبات من كل لون وشاكلة لتعويدها على الحرب العدوانية.
إن التحركات المقلقة للولايات المتحدة الأمريكية واليابان وجمهورية كوريا التي تزعزع تدريجيا البيئة الاستراتيجية في منطقة شبه الجزيرة الكورية بتعزيز التكتل العسكري الشوفيني وإجراء المناورات الحربية العملية تباعا توحي بالأعمال الإجرامية للناتو الذي جلب الأزمة الأمنية لأوروبا بمواصلة توسيع نظام الحلف العسكري وانتهاج السياسة الجائرة الخاصة بالزحف نحو الشرق.
في نهاية المطاف، تتوسع الأحلاف العسكرية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية إلى أوسع نطاق يشمل أوروبا ومنطقة آسيا والباسيفيك، ويتركز رأس رماح عدوانها على دولتنا وهي بالذات أشد الخصوم عداء للولايات المتحدة وأقدم دولة تحاربها.
نجد أنفسنا الآن في حالة لا تدعو إلى الاستغراب حتى وإن ظهرت علنا قوات الإمبريالية الأمريكية والدول التابعة لها في منطقة شبه الجزيرة الكورية عند الطوارئ تحت لافتة الحلف العسكري مثل الناتو وليس الأمم المتحدة.
يقترب الأوغاد في الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية كوريا من التصرفات التي ستخلف نتائج بالغة الخطورة.
لن يسع الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وجمهورية كوريا أن تتخلص أبدا من مسؤولية المجرم الخطير الذي زعزع السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية والمنطقة.
الوجوه الحقيقية البغيضة للولايات المتحدة الأمريكية، زعيم جماعة تخريب السلام والاستقرار التي تدفع البيئة الأمنية في شبه الجزيرة الكورية إلى المتاهة من وقت لآخر، تجعلنا نشعر بشكل متكرر بماهية خيارنا الاستراتيجي للسيطرة على أعدائنا.
بقدر ما تشتد التحركات الأمريكية لمواجهة جمهوريتنا، تتأكد بجلاء أكبر صحة جهودنا وأعمالنا للحفاظ على أمن الدولة وسلام المنطقة.
لقد مضى زمن طويل منذ أن أصبح خط تعزيز القوات المسلحة النووية سياسة غير قابلة للرجعة بالنسبة لنا، ولا يتبقى لنا الآن سوى الاحتفاظ بأتم أهبة لتشغيل القوات المسلحة النووية بحيث يمكن تأدية رسالتها لردع الحرب ورسالتها الثانية فورا.
في الآونة الأخيرة أيضا، صارحت عدة مرات بالتغير الجيوسياسي الذي لن ولا يسمح بتغيير خيارنا، والأعمال التي يتعين علينا القيام بها انطلاقا من ذلك.
سنواصل تعزيز قدرة الدفاع الذاتي لدولتنا، المرتكزة على القوات المسلحة النووية بلا حدود وارتياح.
ذكر القائدكيم جونغ وون أن الحرب ليست شأنا من شؤون الآخرين وأمرا متروكا للمستقبل البعيد على الإطلاق، واستطرد قائلا:
علينا أن نرى في الحرب على روسيا والتي تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بإبراز أوكرانيا كفرقة صدام لهما حربا لزيادة خبرة القتال الفعلي وتوسيع نطاق التدخل العسكري إلى العالم كله من البداية إلى النهاية.
لأن تجار الحرب الأمريكيين يسيرون الآن على إدامة الحرب مواصلين العون العسكري لأوكرانيا وإسرائيل، ينساق عدد أكبر من البلدان إليها ويندفع الوضع الأمني الدولي إلى حدود أخطر وهو يزيد من القلق على احتمال نشوب الحرب العالمية الثالثة.
يقبع خطر الحرب في كل مكان من المعمورة حتى لم يعد بإمكان أحد أن يتوقع اندلاع الحرب في أي لحظة وفي أي منطقة.
يدرك العالم أن شبه الجزيرة الكورية هي أيضا منطقة أكثر عرضة لإمكانية نشوء أزمة الاشتباك المسلح، فيما هو يشاهد استعمال القوة العسكرية في أوروبا والشرق الأوسط.
ينبغي لقواتنا المسلحة بمختلف مستوياتها أن تنطلق جميعا إلى الإسراع في إكمال الاستعداد للحرب من خلال توجيه وإخضاع كافة نشاطاتها تماما له.
كل يوم من أيامنا الراهنة هو أثمن وقت في تسريع الاستعداد لمواجهة الحرب.
يتوجب على القوات المسلحة لجمهوريتنا توجيه كل الجهود للإمساك بزمام المبادرة التامة دون فقدان الإيجابية في تطور أي وضع عسكري، عن طريق الاستفادة الفعالة من هذا الوقت القيم كالذهب إلى أقصى حد باعتباره كمائة أو ألف يوم.
"كل الجهود من أجل إكمال الاستعداد للحرب!"، هذا مطلب للثورة والوضع الراهن وشعار كفاحي ينبغي لقواتنا المسلحة بمختلف مستوياتها أن ترفعه عاليا.
من المهم بشكل خاص إعداد الكتائب جيدا في تسريع زيادة الجبروت السياسي والعسكري والقدرة القتالية لقواتنا المسلحة النظامية وجميع القوات المسلحة لجمهوريتنا لمواجهة الحرب.
يولي حزبنا أهمية كبيرة لتعزيز الكتيبة معتبرا إياها كوحدة قتالية أساسية في خوض الحرب الثورية.
الكتيبة وحدة قتالية تحتل مكانة لتنفيذ المهمة القتالية المستقلة في النظام التنظيمي لقواتنا المسلحة وفي كافة الظروف الذاتية والموضوعية لبلادنا.
أدوار الكتائب هي مفتاح لتحرك قواتنا المسلحة بمرونة وبدقة في حالة الطوارئ حسب المقاصد الاستراتيجية للجنة المركزية للحزب، والإمساك الثابت بزمام المبادرة والوضع المواتي في أي ظروف كانت بموجب طرقنا القتالية.
كما تدل عليه الحروب التي تدور الآن في مختلف أرجاء العالم، يتوقف الانتصار على كيفية تعزيز وإجادة استخدام الكتيبة باعتبارها وحدة فرعية تكتيكية في الحرب الحديثة التي تزج فيها كمية كبيرة من الأسلحة والأعتدة الحربية الرائدة ذات المواصفات الذكية والمعلوماتية وتجري العمليات والمعارك بأبعاد متعددة الجوانب ومن جميع النواحي وبصورة مجسمة على الأرض والبحر وفي الأجواء والفضاء والمجال الإلكتروني.
في سياق الحرب التي يجب فيها قتال الأعداء المسلحين بالتقنيات العسكرية العالية، تشكل الكتيبة أنسب وحدة تتمكن من التستر على نواياها العملية العسكرية في وجه مختلف أنواع وسائلهم الاستطلاعية والتجسسية المتطورة وتحقيق المفاجأة الهجومية وضمان وجود الأفراد والمعدات، كما أن الكتيبة هي تحديدا جماعة قادرة على القيام بالنشاطات الفعالة في مناطق الأعمال القتالية ببلادنا ذات التضاريس المعقدة.
لذا، تعتبر الكتيبة وحدة قتالية أساسية ووحدة تكتيكية هامة تحظى بأكبر أهمية في تشكيل وتشغيل الجماعة القتالية، وتؤدي دورا رئيسيا في إطلاق جيشنا القدرة القتالية الجبارة.
أود أن أستخدم القدرة القتالية للكتائب إلى أقصى درجاتها في الحرب القادمة، عن طريق توزيع المهام باتخاذ الكتائب وحدات أساسية فيها وإضفاء الاستقلالية لها وجعلها تعمل بنشاط.
لأن حزبنا يولي أهمية كبيرة لمكانة ودور الكتيبة على هذا النحو، اتخذ الإجراءات لعقد المؤتمر وإجراء الدورة الدراسية باستدعاء قادة الكتائب وموجهيها السياسيين للجيش كله في وقت واحد، على الرغم من أن الآن فترة حيوية في إتمام أهم شؤون دولتنا وتكون البيئة الأمنية لدولتنا مضطربة إلى أقصى حد.
أكد القائدكيم جونغ وون مجددا على فكر حزبنا الثابت الخاص بإيلاء الأهمية للكتيبة والذي مفاده أن إكمال استعداد الكتيبة للحرب هو إكمال استعداد الجيش كله للحرب بالذات وأن قدرة الكتيبة على خوض الحرب الحقيقية هي تحديدا القدرة القتالية للقوات المسلحة الثورية، وتحدث عن المهام البالغة الشأن التي يواجهها قادة الكتائب وموجهوها السياسيون.
المهمة الأساسية لقادة الكتائب وموجهيها السياسيين هي أولا تعجيل تحويل الكتائب إلى كتائب نخبة فكريا وروحيا، تحدوهم النظرة الثابتة إلى أن الاستعداد السياسي والفكري لأفراد الجيش الثوريين يقرر الانتصار في الحرب.
عليكم أن تضعوا نصب أعينكم أن أقوى سلاح للقوات المسلحة الثورية وضمانا وحيدا للنصر الدائم على حد سواء يكمن في الفكر.
إنه لطرقنا القتالية وفلسفة انتصارنا الثابتة سواء اليوم أو غدا كما بالأمس أن نمنح الأولوية للانتصار الفكري والروحي الساحق بغض النظر عن كيفية تطور أشكال الحرب الحديثة وتأثير الوسائل العسكرية والتقنية الرائدة في العمليات والمعارك.
يتعين على القوات المسلحة لجمهوريتنا أن تتغلب أولا على العدو فكريا وروحيا.
يجدر بنا، نحن الذين نؤكد على النظرية الفكرية المستقلة أن نكبح بحزم وعي العدو الشرس لمناوئة ومواجهة الشيوعية بالتفوق الروحي والأخلاقي قبل القوة العسكرية والتقنية، ونطلق جبروت الجيش الثوري القوي المنتصر دائما بالفكر والأخلاق الشيوعية.
الخصال الفكرية والروحية للجيش الثوري القوي والتي ينبغي لجميع ضباط وجنود القوات المسلحة لجمهوريتنا أن يتحلوا بها ما هي إلا روح الإخلاص المطلق للحزب والثورة، وروح الوطنية الغيورة، وروح الخدمة المتفانية للشعب، والوعي الطبقي الثابت والإرادة لإبادة العدو.
يبرز حزبنا دائما أبناء الجيل الأول من قواتنا المسلحة الثورية والأبطال في زمن الحرب كأمثلة سامية على تلك الخصال.
المطلوب منكم أن تتمسكوا بتربية جميع أفراد الجيش ليغدوا أقوياء في القدرة الفكرية والروحية أسوة بأبناء الجيل الأول من قواتنا المسلحة الثورية والأبطال في زمن الحرب كأول عمل لتعزيز الكتائب.
ههنا يكمن الهدف الثابت من وراء شؤون الكتائب، ويجب أن تتجلى هنا بالذات فعاليتها بوضوح.
هذا يفرض عليكم أن تجعلوا أفراد الجيش يجيشون بالروح البطولية المتمثلة في أنهم سيموتون واقفين بصمود حاملين الراية الحمراء في منتصف قتال العدو حتى النهاية، كما فعل مقاتلو جيش حرب العصابات المناهض لليابان وأبناء الجيل المنتصر في الحرب في خمسينيات القرن الماضي.
من المهم في الوضع الراهن زرع النظرة الراسخة إلى العدو الرئيسي والإرادة لخوض المعارك الحاسمة ضده في أعماق قلوب أفراد الجيش.
الأوغاد في الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية كوريا الذين نواجههم يتهورون بأقصى جنون حربي وهم ينشرون أشرس فكر لمعاداة الشيوعية وأخبث روح لقهرها.
لا يجوز الإدراك بأن معاداة الشيوعية هي سياسة وطنية فقط للولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية كوريا.
عليكم أن تجعلوا أفراد الجيش يعرفون بدقة ولا ينسون ولو لحظة واحدة حتى آخرهم أن الأعداء الذين يجب أن نواجههم هم أشرار متشربون بروح معاداة الشيوعية حتى النخاع ومروضون على قهر الشيوعية، ومجانين مواجهة كاملة يشحذون السكين حتى الموت بسبب طبيعتهم الطبقية.
حتى الرصاص الملقم لا يعدو كونه مجرد رصاص كاب بالنسبة لأفراد الجيش الذين باتت نظرتهم إلى العدو الرئيسي مبهمة.
لا بد لسلامة الوطن والشعب أن تكون مضمونة بالوعي الطبقي الراسخ لأفراد الجيش قبل أسلحتهم.
ينبغي حث جميع أفراد الجيش على إظهار البطولة المنقطعة النظير في الحرب المقدسة لتأديب وإبادة العدو الذي يتطاول على أرواح وسيادة الوطن وأبناء الشعب الأحباء، إذا نشبت الحرب.
أغتنم هذه الفرصة لأؤكد على أنه لا يجوز للكتائب أن تسعى للقيام بالتربية الفكرية في أي مناسبات أو أحوال خاصة فقط.
من الضروري تفعيل استقصاء وتجسيد طرق التربية الحيوية لترتبط كل المسارات والمناسبات من حياة الخدمة العسكرية اليومية و تنفيذ المهام العسكرية بسياق تسليح أفراد الجيش روحيا، ناهيك عن الحملة الفكرية في حالة الأهبة القتالية حيث أصبح اندلاع الحرب أمرا واقعيا وبدأ العد التنازلي لنشوبها.
من المهم خاصة أن تبدأ تربية أفراد الجيش من المحبة لهم وتتشبع بالمودة لهم.
مثلما لا يوجد للوالدين الابن الغالي والابن غير الغالي، فإن المشاعر الصادقة المتمثلة في احتضان الجنود والاعتناء بهم بدفء القلب دون تمييز تغدو تربية صامتة لهم وتأثيرا ذا فعالية ثابتة لهم.
ينبغي على قادة الكتائب وموجهيها السياسيين أن يحملوا قلوبهم الحارة للجنود أكثر من غيرهم، ويمنعوا انحلالهم الفكري أيضا بحبهم ومودتهم لهم، فضلا عن إذكاء روحهم المعنوية.
ينبغي لكم أن تنقشوا هذا في أذهانكم كرجاء مقدم مني لقادة الجيش الذين يجب أن يكونوا أشقاء حقيقيين لأفراد الجيش، قبل أن يكون أمرا من الأوامر المقدمة مني.
إني آمل أن تبذلوا حبا ومودة أكبر للجنود الذين سيتقدمون إلى ساحة الحرب مجازفين بحياتهم، وتغرسوا في أذهانهم وعي الأهبة القتالية، وتلهموهم وتشجعوهم بقوة إلى النضال البطولي.
المهمة الأساسية لقادة الكتائب وموجهيها السياسيين هي، ثانيا، الضمان الثابت لانتصار الحرب الثورية عسكريا وتقنيا بتركيز كافة الجهود على إعلاء قدرة الكتائب على أداء الحرب الحقيقية.
من أجل تعزيز قواتنا المسلحة بشكل نوعي وإعدادها لمواجهة الحرب الثورية، لا بد من الإسراع بتقوية الجيش سياسيا وفكريا وتقويته عسكريا وتقنيا بالدمج بينهما.
قال القائدكيم جونغ وون إن الحرب الحديثة تبرهن من وقت لآخر على أن الجيش المتخلف تقنيا لا يسعه أن يقهر العدو المدجج بالسلاح من رأسه حتى أخمص قدميه، مشيرا إلى ضرورة الإسراع بالثورة التقنية في صفوف الجيش الشعبي أيضا.
يجب على المقاتلين القادرين على قهر العدو ليس من الناحية الفكرية والروحية فقط، بل من الناحية العسكرية والتقنية أيضا أن ينطلقوا إلى ساحة القتال.
كما أردد مجددا، يتعين علينا أن نتقدم رأسا إلى تقوية القوات المسلحة لجمهوريتنا عسكريا وتقنيا.
يتوجب على قادة الكتائب وموجهيها السياسيين أن يدركوا إدراكا واضحا أشكال الحرب الحديثة المتغيرة والاتجاه الرئيسي لبناء الجيش القوي والذي يتلاءم معها، ويربوا جميع أفراد الجيش كمقاتلين شجعان يستعدون تماما ليس من الناحية الروحية فقط، بل من الناحية العسكرية والتقنية أيضا، وجنود متعددي البراعات يتعاملون بمهارة مع الأسلحة والأعتدة القتالية والتقنية الرائدة ويتمكنون من أداء أي مهمة قتالية بصورة حاذقة.
القدرة على خوض الحرب الحقيقية والتي تمكننا من الثقة بالانتصار في ساحة الحرب تتوطد في خضم التدريبات عالية التشدد.
أشار القائدكيم جونغ وون إلى بعض النواقص والفراغات التي ظهرت في مجرى تفتيش حالة الأهبة القتالية لكتائب الجيش كله، وأكد بوجه هام على أن التدريبات القتالية في الجيش الذي يحمل على عاتقه واجب حماية سلامة الوطن والشعب بالسلاح هي أول مهمة ثورية لا يجوز أن تفوته مهما كانت الظروف والأوضاع، وليست ثمة مهمة ثورية أكثر حيوية وشأنا منها.
وقال القائدكيم جونغ وون إن قادة الكتائب وموجهيها السياسيين يجب أن يعيشوا دائما بعد أن نقشوا حالة ساحة المعارك في أذهانهم وعيونهم، ويثيروا بشدة أجواء التدريب الساخنة النفعية المرتكزة على تنفيذ المهمة القتالية متمسكين بخطة الحزب الخاصة بثورة التدريب ذات البنود الخمسة حتى يتحلى جميع الضباط الآمرين والجنود بالقدرة المتكاملة على تنفيذ الحرب الحقيقية، التي تمكنهم من نقل أوامر الحزب المتعلقة بالعمليات العسكرية بدقة إلى أرض واقع، وتحدث عن كافة المهام الناشئة في إعلاء قدرة القادة على تنظيم المعارك وقيادتها ومواصلة تحسين القدرة التعبوية والقتالية للكتائب.
وأوضح القائد المتطلبات المبدئية التي ينبغي للوحدات القتالية في صفوف الجيش كلها، فضلا عن وحدات العمليات أن تلتزم بها في إجراء التدريبات، بما فيها دراسة وتطبيق مضامين وأشكال وأساليب التدريبات على نحو تجديدي، بما يتفق مع أشكال تطور الحرب الحديثة واتجاه تغيرها، ومواصلة البحث عن الطرق والمشاريع القتالية التجديدية على نمطنا والتي نتمكن بها من السيطرة على وضع ساحة الحرب بمبادرة منا.
وقال إن الاستعداد الاعتيادي لتعبئة الأسلحة والأعتدة القتالية والتقنية، بالإضافة إلى رفع قدرة الجنود على تنفيذ الحرب الفعلية هو بالتحديد استعداد للحرب، مشيرا إلى ضرورة إشاعة جو الاعتناء بالسلاح وثقافة إدارته بشكل كامل في كتائب الجيش كله.
ونوه بأن حالة لجوء الولايات المتحدة الأمريكية وعملائها في جمهورية كوريا وغيرهم من الأوباش باستمرار إلى اللعب الاستفزازي بالنيران من خلال تآمرهم وتواطؤهم في محيط دولتنا حتى في هذه اللحظة أيضا، تؤكد بصورة مطلقة على أهمية واجب الحراسة القتالية، مضيفا أنه من الواضح وقوع اشتباك عسكري حتما على هذه الأرض التي تتلبد سماؤها دائما بغيوم الحرب النارية الثقيلة، مثلما ينزل المطر إذا تلبدت السماء مرارا بالغيوم، وتبرق السماء إذا تدفقت الغيوم السوداء الكثيفة، وبالتالي ينبغي الاستعداد الدائم للسيطرة على أتفه أعمال استفزازية للعدو وسحقها في حينه بشكل كامل، عن طريق ترسيخ كل المخافر والمواقع كحصن منيع وتشديد الحراسة القتالية بشتى أنواعها.
ذكر القائدكيم جونغ وون أن المهمة الأساسية لقادة الكتائب وموجهيها السياسيين هي، ثالثا، إثارة الرياح الشديدة لرفع مؤهلاتهم، يحدوهم الوعي بأن القدرة القتالية للكتيبة والانتصار في المعركة رهن باستعدادهم سياسيا وفكريا، عسكريا وعمليا، واستطرد قائلا:
ينبغي على قادة الكتائب وموجهيها السياسيين أن يصبحوا أفراد قيادة ميدانيين وأكفاء وعمليين يقفون في مقدمة الصفوف قبل أن يصدروا الأوامر، وينفذون أية مهمة يكلفهم بها الحزب على أتم وأكمل وجه، اعتمادا على المؤهلات العالية والقدرة الرفيعة على التنظيم والقيادة.
المطلوب منكم، أولا وقبل كل شيء، أن تكونوا أناسا ذوي إيمان وواجب أخلاقي لا تعرفون أدنى انحراف عن طريق السير وراء اللجنة المركزية للحزب، وأشداء في الفكر تصبغون روحكم كلها بالأفكار الثورية الحمراء للجنة المركزية للحزب.
كما عليكم أن تبذلوا جهودا مضنية لرفع مؤهلاتكم من أجل إنماء كفاءاتكم وقدراتكم الكفيلة بالقيادة والإشراف على الكتائب في أسرع وقت ممكن، بما يتفق ومقاصد الحزب.
أوضح القائدكيم جونغ وون القضايا الخاصة بالسبل لإعداد قادة الكتائب أنفسهم إعدادا تاما كمجسدي أسلوب العمل الثوري وجو الحياة الكفاحية والأخلاق السامية، وتحويل الكتائب إلى جماعات قتالية مزودة بالانضباط العسكري الشديد والمظهر النظامي، بإبداء قدوتهم والتثقيف الفعال للضباط الآمرين والجنود وتابع يقول:
الرفاق قادة الكتائب وموجهوها السياسيون،
إنكم لستم أصحاب كتائب تقفون على قواعد قواتنا المسلحة فحسب، بل إنكم احتياطيو الكوادر العسكريين والسياسيين الذين سيشكلون عمودا فقريا لقواتنا المسلحة في المستقبل.
معظم الضباط الآمرين الذين اشتركوا في المؤتمر الثالث لقادة الكتائب وموجهيها السياسيين ارتقوا الآن إلى كوادر هيئات القيادة العليا، وأنتم الذين تحضرون هذا المكان اليوم أيضا ستشغلون بلا شك مناصب أعلى من مستوى الكتيبة بعد عدة سنوات من الآن.
إلا أنه لا توجد فترة مثمرة تتعلمون فيها كيفية العمل كثيرا كفترة قادة الكتائب وموجهيها السياسيين حيث تكتسبون الخبرات والدروس من خلال الاختبار القيم في مختلف جوانب الشؤون العسكرية والسياسية والتموينية وتتزودون بالملامح والكفاءات الجديرة بالكوادر العسكريين والسياسيين.
لذا، نتخذ تشكيل صفوف قادة الجيش من الضباط الآمرين الذين مروا بمرحلة قادة الكتائب وموجهيها السياسيين كمبدأ ثابت لا يمكن مخالفته، وفي المستقبل أيضا، سنحل مسألة الكوادر العسكريين والسياسيين الذين يغدون نواة أساسية في تنفيذ خط تقوية الجيش، متمسكين دائما بهذا المبدأ.
الكتيبة هي تربة ينمو فيها قادة الجيش، وهنا يترعرع مستقبل جيشنا المظفر للأبد.
عندما نرى أن المفتاح الرئيسي لبناء الجيش القوي في العصر الجديد وإحراز الانتصار في الحرب يكمن في إعداد القوى النواتية، تضطلعون بالمهام البالغة الأهمية في الموقع الهام حقا.
يتعين عليكم أن تبذلوا جهودا متواصلة للتحلي بالمستوى والكفاءات والشيم الجديرة بعناصر العمود الفقري التي تقع على عاتقها مستقبل القوات المسلحة الثورية وتردوا على ثقة الحزب الكبيرة بكم، ببذل أنفسكم روحا وجسدا وكل حماستكم للقيام بجميع الأعمال الحالية.
أيها الرفاق،
إن إكمال الاستعداد للحرب في الوضع الراهن الذاتي والموضوعي واجب أكثر إلحاحا لا يمكن تأجيله ولو يوما واحدا.
يعد تعزيز الكتائب مسألة هامة وملحة تحتاج إلى إحراز تقدم واضح حتما، سواء من أجل الهجوم المضاد على العدو في حال محاولته للاعتداء على سيادة وأمن دولتنا ولو قيد أنملة أو لأجل إحراز انتصار حاسم في الحرب التي اندلعت.
لا يجوز لكم أن تهتفوا بالشعارات أو تقسموا اليمين وحدها على حماية سلطة الدولة وسيادتها، بل عليكم أن تستعدوا استعدادا تاما لتنفيذ أي مهمة قتالية تنفيذا كاملا في أي زمان وفي أي حال من الأحوال.
إعداد الكتيبة ككتيبة تفعل فورا وتقاتل إذا تلقت الأوامر، وكتيبة مطلقة الفعاليات تستطيع أن تؤدي أي مهمة بشكل كامل، لا كتيبة تكتفي بالكلام وعقد العزم، وهذا هدف يجب على جميع الكتائب لقواتنا المسلحة بلوغه حتما، وروح هذا المؤتمر.
لنتقدم جميعا إلى الأمام من أجل إحداث تحسن حقيقي وجذري في تعزيز قدرة الكتائب على أداء الحرب الفعلية ولأجل الدفاع عن الدولة والشعب وتعجيل إحراز الانتصار المشرف في الحرب بالقدرة الرادعة العسكرية الجبارة التي مضينا في تقويتها وترسيخها ردحا طويلا من الزمن، واعين بعمق بالرسالة السامية والواجب الأساسي اللذين ألقاهما الحزب والثورة على عاتقنا.
أيها أحب رفاقي في السلاح،
أيها جميع قادة قواتنا المسلحة،
يسعدني أن أنتهز هذه الفرصة لأتقدم بخالص التحية المشجعة إلى جميع ضباط وجنود الجيش كله الأحباء.
فلنناضل جميعا بقوة من أجل الازدهار والسلام الأبدي لوطننا الاشتراكي وسلامة وسعادة أبناء شعبنا الأحباء، متسلحين تماما بأفكار الحزب الثورية.
الرفاق جميع قادة الكتائب وموجهيها السياسيين للقوات المسلحة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية،
الرفاق قادة مختلف الأجهزة العسكرية والسياسية للقوات المسلحة لجمهوريتنا،
أيها الرفاق،
ينعقد المؤتمر الرابع لقادة الكتائب وموجهيها السياسيين للجيش الشعبي الكوري في الفترة التاريخية التي تتجلى فيها قوة وسمعة جيشنا الأسطوري دون تحفظ في كل مقدمة من الثورة تجيش بالنضال والتغيرات.
أولا، أتقدم بأجمل التهاني، نيابة عن اللجنة المركزية لحزب العمل الكوري ولجنته العسكرية المركزية، إلى جميع قادة الكتائب وموجهيها السياسيين للقوات المسلحة لجمهوريتنا المشاركين في المؤتمر.
كما أتوجه بخالص التحية إلى ضباط وجنود الجيش كله الذين يبذلون الإخلاص الوطني الحار والجهود دون ادخار في الخطوط الأمامية المشرفة لحماية سيادة دولتنا ومواقع البناء لتعجيل الازدهار الشامل للاشتراكية.
كان برنامج عملي مضغوطا دائما لأن عددا كبيرا من المهام النظرية والعملية لتعزيز الحزب وتحقيق ازدهار الدولة وزيادة رفاهية الشعب طرحت في السنوات الأخيرة بالإضافة إلى المهام السياسية الضخمة التي قدمها المؤتمر التاريخي لحزبنا والدورات الكاملة للجنته المركزية، كما لأنها جميعا أعمال تتطلب إيجاد حلولها الصائبة ودفعها قدما ببذل الجهود والمساعي الجدية.
إلا أنني ألتقي بكم هكذا اليوم دون أسف، أنتم الذين تجتمعون في بيونغ يانغ، وأشعر بغاية السرور إزاء ذلك.
لماذا نولي الأهمية ونعير اهتماما خاصا هكذا لملتقى قادة الكتائب وموجهيها السياسيين؟
يمكننا تفسير ذلك بأسباب شتى، بيد أن أساسها الأول هو لأنكم تحديدا جنود ثوريون مخلصون لحزبنا يتحملون العناء أكثر من غيرهم في القواعد الدنيا لقواتنا المسلحة ويرسخون حجر الأساس صامتين لتعزيز القدرة العسكرية كصلابة الحديد والصخر.
تقع المنظمة العسكرية المسماة بالكتيبة في الوحدة الدنيا في نظام التنظيم العسكري والنظام القيادي لتحقيق قيادة الحزب للجيش، إلا أن الحزب والوطن يبرزانكم دائما في أهم موقع.
سياجات الكتائب غير واسعة، غير أن الإخلاص الوطني النقي والغيور لقادتها وموجهيها السياسيين الذين يسلكون طريق التفاني المجهول بقيادة الجنود وهم يعيشون في العالم الكبير المسمى بالحزب والثورة والوطن والاشتراكية يشكل عنصرا غذائيا لدعم الشرف العالي والمآثر القتالية لقواتنا المسلحة.
لقد مضت عشرة أعوام تماما منذ انعقاد المؤتمر الثالث لقادة الكتائب وموجهيها السياسيين للجيش الشعبي الكوري.
عندما نعود إلى الوراء، نجد أن كافة المعجزات والتغيرات التي حققها حزبنا ووطننا وشعبنا خلال 10 سنوات مضت في خضم المحن والتحديات القاسية التي لا توصف إلا بأنها لم يسبق لها مثيل بكل معنى الكلمة ترتبط ارتباطا واحدا بتاريخ نضال جيشنا الذي ظل يمجد الاسم الغالي لجيش الحزب حاملا على عاتقه قطاعي الحماية والإبداع أولا وقبل غيره، وكل طيات ذلك التاريخ للمآثر البطولية موسومة بعمق بآثار التفاني المجهول التي تركتموها، أنتم قادة الكتائب وموجهوها السياسيون.
جميع قادة الكتائب وموجهيها السياسيين، أفراد القيادة الحاليون للوحدات القتالية الأساسية لقواتنا المسلحة الثورية هم أبناء الجيل الذين ترعرعوا خلال العشر سنوات العصيبة ولكن المجيدة على هذا النحو، العقد الذي تجلى فيه وجود جيشنا ووزن مآثره بوضوح.
لأنكم أديتم دورا رئيسيا، تم خلق تاريخ جديد آخر يشق فيه الجيش الثوري طريق التقدم والصعود مضطلعا بكافة مواقع العمل التي تقرر المصير المستقبلي للدولة والشعب، ناهيك عن الخط الأمامي في الحدود الوطنية حيث يواجه العدو وجها لوجه بفوهات البنادق.
النجاح الثمين في بناء الجيش خلال 10 سنوات مضت هو نمو قوى قادة الجيش الأوفياء والجديرين بالثقة الذين يقودون صفوف أفراد الجيش متحلين بالنظرة السامية إلى حياة الإنسان المتمثلة في أن الجيش موجود من أجل تنفيذ خطة وقرار الحزب، والموت على ذلك الطريق هو شرف لهم، وجاعلين أنفسهم قدوة سامية للتفاني المستميت.
أشعر بالسرور والرضا أكثر من أي شيء آخر لأنني أقتنع اقتناعا راسخا بأن تاريخ الإخلاص وتقاليد الوطنية للقوات المسلحة الثورية تتواصل بثبات، من خلال آلاف عناصر العمود الفقري الرئيسي، أي أنتم بالذات الذين يمكن اعتبار أنكم تمثلون القادة العسكريين الذين ترعرعوا في عصرنا.
لا يمكن الشرح عن الجبروت والآفاق الواعدة لجيش حزب العمل الكوري، الجيش الشعبي الكوري المظفر دائما بوضوح أكثر من هذا.
أعرب لكم مجددا عن مشاعر الشكر، أنتم الذين تضفون قوة كبيرة وإرادة لحزبنا بخوض النضال الجريء لتحويل كتائبكم إلى نخبة القوى القتالية التامة والباسلة والمتكاملة في تنفيذ أي أوامر، متغلبين على المصاعب والآلام المتراكمة انطلاقا من إحساسكم بالرسالة المقدسة كونكم قادة للجيش الثوري أدوا اليمين أمام الدولة وضميرهم الحقيقي.
أكد القائد
أود أن أغتنم فرصة لقائي بكم اليوم لأذكركم مجددا بالرسالة والواجبات الطبيعية لجميع ضباط وجنود قواتنا المسلحة والتي لا يجوز لهم أن يلقوها أبدا أينما كانوا وأيا كان عملهم، وأتحدث باختصار عن مدى أهمية إعداد الكتائب جيدا في تنفيذها، والمهام التي تواجهكم.
الجبهات التي تتولاها قواتنا المسلحة الثورية في الوقت الراهن غير قليلة وهي جميعا جبهات هامة تقرر مصير الوطن والشعب وتقدم الثورة أو تراجعها.
إلا أن أهم جبهة من بينها هي جبهة طبقية مناهضة للإمبريالية، وأكبر المهام شأنا هي الاستعداد للقتال.
هذا جبهة ومهمة أساسية لقواتنا المسلحة لا يمكن لأحد أن ينوب عنها.
يتعين على القوات المسلحة لجمهوريتنا أن تكون على أتم استعداد لكبح كافة تصرفات الانتهاك للعدو بالأعمال العسكرية المشددة في جميع الأماكن التي تطالها سيادتنا، وتنفيذ المهام الموكولة في زمن الطوارئ بشكل كامل.
لا يجوز لنا أن ننسى ولو لحظة واحدة أنه عندما تبتعد الجماعة المسلحة عن ميدان القتال، سيهاجمها الأعداء مطلقين صيحات الفرح وسندفع ثمنا غاليا بدماء والدينا وزوجاتنا وأبنائنا الأحباء.
بقدر ما نكون على أتم التأهب القتالي، يزداد السلام رسوخا على هذه الأرض، وسنقترب بصورة أكبر من بلوغ أهدافنا التي تتطلع إلى بناء الدولة القوية والمزدهرة.
وقت اكتمال استعداد قواتنا المسلحة للحرب هو وقت تكريس سيادة وسلامة دولتنا.
أؤكد مجددا أن أكبر المهام شأنا وحيوية لقواتنا المسلحة هي الاستعداد لمواجهة الحرب أولا وأخيرا.
هذا بالذات رسالة وواجب طبيعي للقوات المسلحة الثورية.
قال القائد
التكتل العسكري الثلاثي بين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وجمهورية كوريا وهو العنصر الرئيسي الذي يعرض السلام والاستقرار في منطقة آسيا والباسيفيك ومن ضمنها شبه الجزيرة الكورية للخطر، يبرز طابعه المهدد بجلاء أكبر.
بعد أن حولت الولايات المتحدة الأمريكية الحلف بينها وبين جمهورية كوريا إلى حلف نووي متكامل وسارعت إلى إطلاق "الناتو الآسيوي" عن طريق تشديد التعاون العسكري الثلاثي بين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وجمهورية كوريا، تزج بالأعتدة والوسائل العسكرية الاستراتيجية كل يوم تقريبا في جمهورية كوريا والمنطقة المحيطة بها وتجلب إليها قوات الدول الحليفة مثل الدول أعضاء الناتو لتكثيف التدريبات من كل لون وشاكلة لتعويدها على الحرب العدوانية.
إن التحركات المقلقة للولايات المتحدة الأمريكية واليابان وجمهورية كوريا التي تزعزع تدريجيا البيئة الاستراتيجية في منطقة شبه الجزيرة الكورية بتعزيز التكتل العسكري الشوفيني وإجراء المناورات الحربية العملية تباعا توحي بالأعمال الإجرامية للناتو الذي جلب الأزمة الأمنية لأوروبا بمواصلة توسيع نظام الحلف العسكري وانتهاج السياسة الجائرة الخاصة بالزحف نحو الشرق.
في نهاية المطاف، تتوسع الأحلاف العسكرية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية إلى أوسع نطاق يشمل أوروبا ومنطقة آسيا والباسيفيك، ويتركز رأس رماح عدوانها على دولتنا وهي بالذات أشد الخصوم عداء للولايات المتحدة وأقدم دولة تحاربها.
نجد أنفسنا الآن في حالة لا تدعو إلى الاستغراب حتى وإن ظهرت علنا قوات الإمبريالية الأمريكية والدول التابعة لها في منطقة شبه الجزيرة الكورية عند الطوارئ تحت لافتة الحلف العسكري مثل الناتو وليس الأمم المتحدة.
يقترب الأوغاد في الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية كوريا من التصرفات التي ستخلف نتائج بالغة الخطورة.
لن يسع الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وجمهورية كوريا أن تتخلص أبدا من مسؤولية المجرم الخطير الذي زعزع السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية والمنطقة.
الوجوه الحقيقية البغيضة للولايات المتحدة الأمريكية، زعيم جماعة تخريب السلام والاستقرار التي تدفع البيئة الأمنية في شبه الجزيرة الكورية إلى المتاهة من وقت لآخر، تجعلنا نشعر بشكل متكرر بماهية خيارنا الاستراتيجي للسيطرة على أعدائنا.
بقدر ما تشتد التحركات الأمريكية لمواجهة جمهوريتنا، تتأكد بجلاء أكبر صحة جهودنا وأعمالنا للحفاظ على أمن الدولة وسلام المنطقة.
لقد مضى زمن طويل منذ أن أصبح خط تعزيز القوات المسلحة النووية سياسة غير قابلة للرجعة بالنسبة لنا، ولا يتبقى لنا الآن سوى الاحتفاظ بأتم أهبة لتشغيل القوات المسلحة النووية بحيث يمكن تأدية رسالتها لردع الحرب ورسالتها الثانية فورا.
في الآونة الأخيرة أيضا، صارحت عدة مرات بالتغير الجيوسياسي الذي لن ولا يسمح بتغيير خيارنا، والأعمال التي يتعين علينا القيام بها انطلاقا من ذلك.
سنواصل تعزيز قدرة الدفاع الذاتي لدولتنا، المرتكزة على القوات المسلحة النووية بلا حدود وارتياح.
ذكر القائد
علينا أن نرى في الحرب على روسيا والتي تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بإبراز أوكرانيا كفرقة صدام لهما حربا لزيادة خبرة القتال الفعلي وتوسيع نطاق التدخل العسكري إلى العالم كله من البداية إلى النهاية.
لأن تجار الحرب الأمريكيين يسيرون الآن على إدامة الحرب مواصلين العون العسكري لأوكرانيا وإسرائيل، ينساق عدد أكبر من البلدان إليها ويندفع الوضع الأمني الدولي إلى حدود أخطر وهو يزيد من القلق على احتمال نشوب الحرب العالمية الثالثة.
يقبع خطر الحرب في كل مكان من المعمورة حتى لم يعد بإمكان أحد أن يتوقع اندلاع الحرب في أي لحظة وفي أي منطقة.
يدرك العالم أن شبه الجزيرة الكورية هي أيضا منطقة أكثر عرضة لإمكانية نشوء أزمة الاشتباك المسلح، فيما هو يشاهد استعمال القوة العسكرية في أوروبا والشرق الأوسط.
ينبغي لقواتنا المسلحة بمختلف مستوياتها أن تنطلق جميعا إلى الإسراع في إكمال الاستعداد للحرب من خلال توجيه وإخضاع كافة نشاطاتها تماما له.
كل يوم من أيامنا الراهنة هو أثمن وقت في تسريع الاستعداد لمواجهة الحرب.
يتوجب على القوات المسلحة لجمهوريتنا توجيه كل الجهود للإمساك بزمام المبادرة التامة دون فقدان الإيجابية في تطور أي وضع عسكري، عن طريق الاستفادة الفعالة من هذا الوقت القيم كالذهب إلى أقصى حد باعتباره كمائة أو ألف يوم.
"كل الجهود من أجل إكمال الاستعداد للحرب!"، هذا مطلب للثورة والوضع الراهن وشعار كفاحي ينبغي لقواتنا المسلحة بمختلف مستوياتها أن ترفعه عاليا.
من المهم بشكل خاص إعداد الكتائب جيدا في تسريع زيادة الجبروت السياسي والعسكري والقدرة القتالية لقواتنا المسلحة النظامية وجميع القوات المسلحة لجمهوريتنا لمواجهة الحرب.
يولي حزبنا أهمية كبيرة لتعزيز الكتيبة معتبرا إياها كوحدة قتالية أساسية في خوض الحرب الثورية.
الكتيبة وحدة قتالية تحتل مكانة لتنفيذ المهمة القتالية المستقلة في النظام التنظيمي لقواتنا المسلحة وفي كافة الظروف الذاتية والموضوعية لبلادنا.
أدوار الكتائب هي مفتاح لتحرك قواتنا المسلحة بمرونة وبدقة في حالة الطوارئ حسب المقاصد الاستراتيجية للجنة المركزية للحزب، والإمساك الثابت بزمام المبادرة والوضع المواتي في أي ظروف كانت بموجب طرقنا القتالية.
كما تدل عليه الحروب التي تدور الآن في مختلف أرجاء العالم، يتوقف الانتصار على كيفية تعزيز وإجادة استخدام الكتيبة باعتبارها وحدة فرعية تكتيكية في الحرب الحديثة التي تزج فيها كمية كبيرة من الأسلحة والأعتدة الحربية الرائدة ذات المواصفات الذكية والمعلوماتية وتجري العمليات والمعارك بأبعاد متعددة الجوانب ومن جميع النواحي وبصورة مجسمة على الأرض والبحر وفي الأجواء والفضاء والمجال الإلكتروني.
في سياق الحرب التي يجب فيها قتال الأعداء المسلحين بالتقنيات العسكرية العالية، تشكل الكتيبة أنسب وحدة تتمكن من التستر على نواياها العملية العسكرية في وجه مختلف أنواع وسائلهم الاستطلاعية والتجسسية المتطورة وتحقيق المفاجأة الهجومية وضمان وجود الأفراد والمعدات، كما أن الكتيبة هي تحديدا جماعة قادرة على القيام بالنشاطات الفعالة في مناطق الأعمال القتالية ببلادنا ذات التضاريس المعقدة.
لذا، تعتبر الكتيبة وحدة قتالية أساسية ووحدة تكتيكية هامة تحظى بأكبر أهمية في تشكيل وتشغيل الجماعة القتالية، وتؤدي دورا رئيسيا في إطلاق جيشنا القدرة القتالية الجبارة.
أود أن أستخدم القدرة القتالية للكتائب إلى أقصى درجاتها في الحرب القادمة، عن طريق توزيع المهام باتخاذ الكتائب وحدات أساسية فيها وإضفاء الاستقلالية لها وجعلها تعمل بنشاط.
لأن حزبنا يولي أهمية كبيرة لمكانة ودور الكتيبة على هذا النحو، اتخذ الإجراءات لعقد المؤتمر وإجراء الدورة الدراسية باستدعاء قادة الكتائب وموجهيها السياسيين للجيش كله في وقت واحد، على الرغم من أن الآن فترة حيوية في إتمام أهم شؤون دولتنا وتكون البيئة الأمنية لدولتنا مضطربة إلى أقصى حد.
أكد القائد
المهمة الأساسية لقادة الكتائب وموجهيها السياسيين هي أولا تعجيل تحويل الكتائب إلى كتائب نخبة فكريا وروحيا، تحدوهم النظرة الثابتة إلى أن الاستعداد السياسي والفكري لأفراد الجيش الثوريين يقرر الانتصار في الحرب.
عليكم أن تضعوا نصب أعينكم أن أقوى سلاح للقوات المسلحة الثورية وضمانا وحيدا للنصر الدائم على حد سواء يكمن في الفكر.
إنه لطرقنا القتالية وفلسفة انتصارنا الثابتة سواء اليوم أو غدا كما بالأمس أن نمنح الأولوية للانتصار الفكري والروحي الساحق بغض النظر عن كيفية تطور أشكال الحرب الحديثة وتأثير الوسائل العسكرية والتقنية الرائدة في العمليات والمعارك.
يتعين على القوات المسلحة لجمهوريتنا أن تتغلب أولا على العدو فكريا وروحيا.
يجدر بنا، نحن الذين نؤكد على النظرية الفكرية المستقلة أن نكبح بحزم وعي العدو الشرس لمناوئة ومواجهة الشيوعية بالتفوق الروحي والأخلاقي قبل القوة العسكرية والتقنية، ونطلق جبروت الجيش الثوري القوي المنتصر دائما بالفكر والأخلاق الشيوعية.
الخصال الفكرية والروحية للجيش الثوري القوي والتي ينبغي لجميع ضباط وجنود القوات المسلحة لجمهوريتنا أن يتحلوا بها ما هي إلا روح الإخلاص المطلق للحزب والثورة، وروح الوطنية الغيورة، وروح الخدمة المتفانية للشعب، والوعي الطبقي الثابت والإرادة لإبادة العدو.
يبرز حزبنا دائما أبناء الجيل الأول من قواتنا المسلحة الثورية والأبطال في زمن الحرب كأمثلة سامية على تلك الخصال.
المطلوب منكم أن تتمسكوا بتربية جميع أفراد الجيش ليغدوا أقوياء في القدرة الفكرية والروحية أسوة بأبناء الجيل الأول من قواتنا المسلحة الثورية والأبطال في زمن الحرب كأول عمل لتعزيز الكتائب.
ههنا يكمن الهدف الثابت من وراء شؤون الكتائب، ويجب أن تتجلى هنا بالذات فعاليتها بوضوح.
هذا يفرض عليكم أن تجعلوا أفراد الجيش يجيشون بالروح البطولية المتمثلة في أنهم سيموتون واقفين بصمود حاملين الراية الحمراء في منتصف قتال العدو حتى النهاية، كما فعل مقاتلو جيش حرب العصابات المناهض لليابان وأبناء الجيل المنتصر في الحرب في خمسينيات القرن الماضي.
من المهم في الوضع الراهن زرع النظرة الراسخة إلى العدو الرئيسي والإرادة لخوض المعارك الحاسمة ضده في أعماق قلوب أفراد الجيش.
الأوغاد في الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية كوريا الذين نواجههم يتهورون بأقصى جنون حربي وهم ينشرون أشرس فكر لمعاداة الشيوعية وأخبث روح لقهرها.
لا يجوز الإدراك بأن معاداة الشيوعية هي سياسة وطنية فقط للولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية كوريا.
عليكم أن تجعلوا أفراد الجيش يعرفون بدقة ولا ينسون ولو لحظة واحدة حتى آخرهم أن الأعداء الذين يجب أن نواجههم هم أشرار متشربون بروح معاداة الشيوعية حتى النخاع ومروضون على قهر الشيوعية، ومجانين مواجهة كاملة يشحذون السكين حتى الموت بسبب طبيعتهم الطبقية.
حتى الرصاص الملقم لا يعدو كونه مجرد رصاص كاب بالنسبة لأفراد الجيش الذين باتت نظرتهم إلى العدو الرئيسي مبهمة.
لا بد لسلامة الوطن والشعب أن تكون مضمونة بالوعي الطبقي الراسخ لأفراد الجيش قبل أسلحتهم.
ينبغي حث جميع أفراد الجيش على إظهار البطولة المنقطعة النظير في الحرب المقدسة لتأديب وإبادة العدو الذي يتطاول على أرواح وسيادة الوطن وأبناء الشعب الأحباء، إذا نشبت الحرب.
أغتنم هذه الفرصة لأؤكد على أنه لا يجوز للكتائب أن تسعى للقيام بالتربية الفكرية في أي مناسبات أو أحوال خاصة فقط.
من الضروري تفعيل استقصاء وتجسيد طرق التربية الحيوية لترتبط كل المسارات والمناسبات من حياة الخدمة العسكرية اليومية و تنفيذ المهام العسكرية بسياق تسليح أفراد الجيش روحيا، ناهيك عن الحملة الفكرية في حالة الأهبة القتالية حيث أصبح اندلاع الحرب أمرا واقعيا وبدأ العد التنازلي لنشوبها.
من المهم خاصة أن تبدأ تربية أفراد الجيش من المحبة لهم وتتشبع بالمودة لهم.
مثلما لا يوجد للوالدين الابن الغالي والابن غير الغالي، فإن المشاعر الصادقة المتمثلة في احتضان الجنود والاعتناء بهم بدفء القلب دون تمييز تغدو تربية صامتة لهم وتأثيرا ذا فعالية ثابتة لهم.
ينبغي على قادة الكتائب وموجهيها السياسيين أن يحملوا قلوبهم الحارة للجنود أكثر من غيرهم، ويمنعوا انحلالهم الفكري أيضا بحبهم ومودتهم لهم، فضلا عن إذكاء روحهم المعنوية.
ينبغي لكم أن تنقشوا هذا في أذهانكم كرجاء مقدم مني لقادة الجيش الذين يجب أن يكونوا أشقاء حقيقيين لأفراد الجيش، قبل أن يكون أمرا من الأوامر المقدمة مني.
إني آمل أن تبذلوا حبا ومودة أكبر للجنود الذين سيتقدمون إلى ساحة الحرب مجازفين بحياتهم، وتغرسوا في أذهانهم وعي الأهبة القتالية، وتلهموهم وتشجعوهم بقوة إلى النضال البطولي.
المهمة الأساسية لقادة الكتائب وموجهيها السياسيين هي، ثانيا، الضمان الثابت لانتصار الحرب الثورية عسكريا وتقنيا بتركيز كافة الجهود على إعلاء قدرة الكتائب على أداء الحرب الحقيقية.
من أجل تعزيز قواتنا المسلحة بشكل نوعي وإعدادها لمواجهة الحرب الثورية، لا بد من الإسراع بتقوية الجيش سياسيا وفكريا وتقويته عسكريا وتقنيا بالدمج بينهما.
قال القائد
يجب على المقاتلين القادرين على قهر العدو ليس من الناحية الفكرية والروحية فقط، بل من الناحية العسكرية والتقنية أيضا أن ينطلقوا إلى ساحة القتال.
كما أردد مجددا، يتعين علينا أن نتقدم رأسا إلى تقوية القوات المسلحة لجمهوريتنا عسكريا وتقنيا.
يتوجب على قادة الكتائب وموجهيها السياسيين أن يدركوا إدراكا واضحا أشكال الحرب الحديثة المتغيرة والاتجاه الرئيسي لبناء الجيش القوي والذي يتلاءم معها، ويربوا جميع أفراد الجيش كمقاتلين شجعان يستعدون تماما ليس من الناحية الروحية فقط، بل من الناحية العسكرية والتقنية أيضا، وجنود متعددي البراعات يتعاملون بمهارة مع الأسلحة والأعتدة القتالية والتقنية الرائدة ويتمكنون من أداء أي مهمة قتالية بصورة حاذقة.
القدرة على خوض الحرب الحقيقية والتي تمكننا من الثقة بالانتصار في ساحة الحرب تتوطد في خضم التدريبات عالية التشدد.
أشار القائد
وقال القائد
وأوضح القائد المتطلبات المبدئية التي ينبغي للوحدات القتالية في صفوف الجيش كلها، فضلا عن وحدات العمليات أن تلتزم بها في إجراء التدريبات، بما فيها دراسة وتطبيق مضامين وأشكال وأساليب التدريبات على نحو تجديدي، بما يتفق مع أشكال تطور الحرب الحديثة واتجاه تغيرها، ومواصلة البحث عن الطرق والمشاريع القتالية التجديدية على نمطنا والتي نتمكن بها من السيطرة على وضع ساحة الحرب بمبادرة منا.
وقال إن الاستعداد الاعتيادي لتعبئة الأسلحة والأعتدة القتالية والتقنية، بالإضافة إلى رفع قدرة الجنود على تنفيذ الحرب الفعلية هو بالتحديد استعداد للحرب، مشيرا إلى ضرورة إشاعة جو الاعتناء بالسلاح وثقافة إدارته بشكل كامل في كتائب الجيش كله.
ونوه بأن حالة لجوء الولايات المتحدة الأمريكية وعملائها في جمهورية كوريا وغيرهم من الأوباش باستمرار إلى اللعب الاستفزازي بالنيران من خلال تآمرهم وتواطؤهم في محيط دولتنا حتى في هذه اللحظة أيضا، تؤكد بصورة مطلقة على أهمية واجب الحراسة القتالية، مضيفا أنه من الواضح وقوع اشتباك عسكري حتما على هذه الأرض التي تتلبد سماؤها دائما بغيوم الحرب النارية الثقيلة، مثلما ينزل المطر إذا تلبدت السماء مرارا بالغيوم، وتبرق السماء إذا تدفقت الغيوم السوداء الكثيفة، وبالتالي ينبغي الاستعداد الدائم للسيطرة على أتفه أعمال استفزازية للعدو وسحقها في حينه بشكل كامل، عن طريق ترسيخ كل المخافر والمواقع كحصن منيع وتشديد الحراسة القتالية بشتى أنواعها.
ذكر القائد
ينبغي على قادة الكتائب وموجهيها السياسيين أن يصبحوا أفراد قيادة ميدانيين وأكفاء وعمليين يقفون في مقدمة الصفوف قبل أن يصدروا الأوامر، وينفذون أية مهمة يكلفهم بها الحزب على أتم وأكمل وجه، اعتمادا على المؤهلات العالية والقدرة الرفيعة على التنظيم والقيادة.
المطلوب منكم، أولا وقبل كل شيء، أن تكونوا أناسا ذوي إيمان وواجب أخلاقي لا تعرفون أدنى انحراف عن طريق السير وراء اللجنة المركزية للحزب، وأشداء في الفكر تصبغون روحكم كلها بالأفكار الثورية الحمراء للجنة المركزية للحزب.
كما عليكم أن تبذلوا جهودا مضنية لرفع مؤهلاتكم من أجل إنماء كفاءاتكم وقدراتكم الكفيلة بالقيادة والإشراف على الكتائب في أسرع وقت ممكن، بما يتفق ومقاصد الحزب.
أوضح القائد
الرفاق قادة الكتائب وموجهوها السياسيون،
إنكم لستم أصحاب كتائب تقفون على قواعد قواتنا المسلحة فحسب، بل إنكم احتياطيو الكوادر العسكريين والسياسيين الذين سيشكلون عمودا فقريا لقواتنا المسلحة في المستقبل.
معظم الضباط الآمرين الذين اشتركوا في المؤتمر الثالث لقادة الكتائب وموجهيها السياسيين ارتقوا الآن إلى كوادر هيئات القيادة العليا، وأنتم الذين تحضرون هذا المكان اليوم أيضا ستشغلون بلا شك مناصب أعلى من مستوى الكتيبة بعد عدة سنوات من الآن.
إلا أنه لا توجد فترة مثمرة تتعلمون فيها كيفية العمل كثيرا كفترة قادة الكتائب وموجهيها السياسيين حيث تكتسبون الخبرات والدروس من خلال الاختبار القيم في مختلف جوانب الشؤون العسكرية والسياسية والتموينية وتتزودون بالملامح والكفاءات الجديرة بالكوادر العسكريين والسياسيين.
لذا، نتخذ تشكيل صفوف قادة الجيش من الضباط الآمرين الذين مروا بمرحلة قادة الكتائب وموجهيها السياسيين كمبدأ ثابت لا يمكن مخالفته، وفي المستقبل أيضا، سنحل مسألة الكوادر العسكريين والسياسيين الذين يغدون نواة أساسية في تنفيذ خط تقوية الجيش، متمسكين دائما بهذا المبدأ.
الكتيبة هي تربة ينمو فيها قادة الجيش، وهنا يترعرع مستقبل جيشنا المظفر للأبد.
عندما نرى أن المفتاح الرئيسي لبناء الجيش القوي في العصر الجديد وإحراز الانتصار في الحرب يكمن في إعداد القوى النواتية، تضطلعون بالمهام البالغة الأهمية في الموقع الهام حقا.
يتعين عليكم أن تبذلوا جهودا متواصلة للتحلي بالمستوى والكفاءات والشيم الجديرة بعناصر العمود الفقري التي تقع على عاتقها مستقبل القوات المسلحة الثورية وتردوا على ثقة الحزب الكبيرة بكم، ببذل أنفسكم روحا وجسدا وكل حماستكم للقيام بجميع الأعمال الحالية.
أيها الرفاق،
إن إكمال الاستعداد للحرب في الوضع الراهن الذاتي والموضوعي واجب أكثر إلحاحا لا يمكن تأجيله ولو يوما واحدا.
يعد تعزيز الكتائب مسألة هامة وملحة تحتاج إلى إحراز تقدم واضح حتما، سواء من أجل الهجوم المضاد على العدو في حال محاولته للاعتداء على سيادة وأمن دولتنا ولو قيد أنملة أو لأجل إحراز انتصار حاسم في الحرب التي اندلعت.
لا يجوز لكم أن تهتفوا بالشعارات أو تقسموا اليمين وحدها على حماية سلطة الدولة وسيادتها، بل عليكم أن تستعدوا استعدادا تاما لتنفيذ أي مهمة قتالية تنفيذا كاملا في أي زمان وفي أي حال من الأحوال.
إعداد الكتيبة ككتيبة تفعل فورا وتقاتل إذا تلقت الأوامر، وكتيبة مطلقة الفعاليات تستطيع أن تؤدي أي مهمة بشكل كامل، لا كتيبة تكتفي بالكلام وعقد العزم، وهذا هدف يجب على جميع الكتائب لقواتنا المسلحة بلوغه حتما، وروح هذا المؤتمر.
لنتقدم جميعا إلى الأمام من أجل إحداث تحسن حقيقي وجذري في تعزيز قدرة الكتائب على أداء الحرب الفعلية ولأجل الدفاع عن الدولة والشعب وتعجيل إحراز الانتصار المشرف في الحرب بالقدرة الرادعة العسكرية الجبارة التي مضينا في تقويتها وترسيخها ردحا طويلا من الزمن، واعين بعمق بالرسالة السامية والواجب الأساسي اللذين ألقاهما الحزب والثورة على عاتقنا.
أيها أحب رفاقي في السلاح،
أيها جميع قادة قواتنا المسلحة،
يسعدني أن أنتهز هذه الفرصة لأتقدم بخالص التحية المشجعة إلى جميع ضباط وجنود الجيش كله الأحباء.
فلنناضل جميعا بقوة من أجل الازدهار والسلام الأبدي لوطننا الاشتراكي وسلامة وسعادة أبناء شعبنا الأحباء، متسلحين تماما بأفكار الحزب الثورية.